داخل الأراضي الفلسطينية، مصابون في جميع الأعمار لا يجدون مكانا للعلاج، ولا يوجد طعام ولا مياه، لكن في ظل الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان غزة، الذي يشبه أفلام الرعب، ووسط الحالة التي لا يمكن وصفها، لا يزال يتمسك الأطفال ببراءتهم رغم قصف الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، ليضربوا أروع الأمثلة في تحمل المصاعب وتحمل قسوة الحياة على قلوبهم الصغيرة، وصمودهم أمام الجرائم الشنيعة المرتكبة في حقهم.
طفل فلسطيني يشارك طعامه مع قطة
وسط الدمار والخراب الذي يعيشه أهل غزة، جلس طفل بجوار ركام منزل على عربة خشبية، ليتشارك طعامه القليل الذي حصل عليه وسط باقي الأطفال في ظل الحرب المستمرة منذ 109 أيام مع قطة، إذ وفق المشهد في مقطع فيديو مؤثر على، تداوله رواد مواقع تواصل الاجتماعي من داخل الأراضي المحتلة.
كوب صغير به طعام بالكاد سيسد جوعه، ولا يعلم متي سيحصل على طعام آخر، لكن الطفل رق قلبه وأطعم القطة معه، في مشهد يدل على طيبة ولين قلبه الصغير الذي لا يتحمل حجم كل ذلك الدمار الذي يعيش فيه والقصف المتواصل والإبادة الجماعية التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
حملت قطتها في حقيبتها
لم يكن هذا هو المشهد الأول، ففي وقت سابق، وسط الأوضاع في غزة، لكنهم أصروا على أصطحاب حيواناتهم معهم مبررين موقفهم، بأن القصف لا يفرق بين إنسان وحيوان، إذ قالت سيدة إن «القطة تشعر بالرعب وترتعش كلما سمعت صوت انفجار»، وسيدة أخرى حملت قطتها في حقيبتها خوفا عليها من الموت.
«الطفل عزمي» ترك حياته وراءه، لم يهمه كتبه وملابسه وألعابه ، ولم يدر متى يعود لمنزله، لكنه حمل عصفوره على كتفه ورفض التخلي عنه، بعد أن واجهوا الموت في غزة، قائلًا «القصف مش بيفرق بين الإنسان والحيوان.. زيه زي أي إنسان الحيوان.. ما بتركه».
تجمع الأطفال داخل المستشفى الأوروبي في خان يونس شمال غزة، ليمثلوا للعالم مشهدا قاسيا جسد حال الصغار في قطاع غزة القصف المتواصل بـ«لعبة الشهيد»، لأنهم يسقط منهم كل بضع دقائق شهيد.
وانتشر مقطع فيديو آخر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لمجموعة أطفال وهم يداوون «سبايدر مان» الجريح، إذ وصفوا بذلك حال الشعب الفلسطيني بلعبة سبايدر مان بأنهم الأبطال الذين يقاومون الضرب والقصف المتواصل، وذلك بسبب كثرة الجرحى الذين لا يجدون أسرة بالمستشفى، حيث يسعف الأطباء الحالات على الأرض، حال تكون المستشفى مكتظة بالمصابين.