دون أي وسيلة من وسائل التكنولوجيا الحديثة، لا هاتف ولا أخبار ولا تلفزيون، ودون الاعتماد على أي أداة حديثة، سواء في طهي الطعام أو التنقل والترحال، هكذا يعيش العُماني العم «سلطان»، حياة جبلية، بجانب منطقة عاش ودُفن فيها والده منذ سنوات طويلة، حياة يعيشها وتعود عليها، مُعتمدًا على أساليب بدائية من القرون الماضية.
في بيت صغير به أدوات بدائية، يعيش العم «سلطان» حياة هادئة، مُرتديًا جلباب ذات اللون الرمادي، وعمامته التي يتميز بها أهالي الخليج، ومُعتمدًا على الطاقة الشمسية التي قام فاعلو الخير بتركيبها له، يعيش دون تفكير في المُستقبل، فقط حاضره ما يشغله.
فهد المزروعي يزور عم «سلطان» في منزله
فهد المزروعي، عُماني قرر زيارة العم «سلطان» رفقة أصدقائه حيث قضوا يومًا كاملًا هناك، وعاشوا معه حياته وتفاصيل يومه، وحدثه المُسن عن والده المدفون بجانب منزله، على بُعد أمتار قليلة، وفق حديث «فهد» لـ«الوطن» قائلًا: «عن طريق أحد من الأخوة الأفضل عرّفنا على مكانه وخذنا عنده وزورناه في منزله والمنطقة التي يعيش فيها في الجبل، كانت حياة هادئة وبدون أي مظاهر اجتماعية، وقبر والده، محاوط بالطوب، ويرفض مغادرة المكان».
عم «سلطان» يرفض العيش في المدن
زيارة أولاد العم «سلطان»، له تتم في أوقات الإجازات، وعن طريق اصطياد الحيوانات وبعض الأطعمة التي يجلبها له أولاده وأسرته يعش الرجل العماني، ويعرف وقت الصلاة عن طريق الشمس والظلال، رافضا التخلص من الحياة البدائية والعيش في المدينة: «بيقول أنا مرتاح هنا ومش عاوز أروح المدينة، مقدرش أعيش فيها».
لدى العم سلطان مشكلة في عينيه أثرت بشكل بسيط عليه، وطلب من «فهد» أثناء الزيارة، أن يزوره طبيب عيون في منزله، ولكنه لن يذهب إلى المدينة مطلقًا، وسيتوفى في الجبل، وسيدفن بجانب قبر والده.