رفيقها الطريق تسير عليه بضعة كيلومترات بصحبة دراجتها الخاصة لتوصيل الطلبات، لا تلتفت خلفها وتعرف هدفها جيدا، لم يمنعها كونها فتاة عشرينية تدرس بكلية الحقوق عن محاولة إثبات ذاتها ساعية نحو توفير احتياجاتها الأساسية.
«محفظتي وقعت ومكانش معايا فلوس»، كانت هذه الواقعة محطة الانطلاق في حياة مريم أحمد صاحبة الـ24 عاما ابنة محافظة القاهرة، إذ وجدت نفسها في مأزق لم يخرجها منه سوى البحث عن فرصة عمل، واستطاعت في غضون أسابيع أن تخرج فكرتها للنور عبر السوشيال ميديا، ليطلب منها الجميع المساعدة في توصيل الطلبات خاصة المشغولات الـ«هاند ميد» التي تتطلب عناية خاصة بحسب حديثها لـ«الوطن».
مواقف إيجابية وإنسانية
مرت «مريم» بالعديد من المواقف منذ عملها في توصيل الطلبات بواسطة دراجتها، إذ تتذكر ذات مرت عندما أرادت أن تصعد أحد كباري القاهرة بالدراجة، فلم تتمكن نظرًا لارتفاعه، ليشاهدها أحد المارة بسيارته ويعود للخلف ويساعدها على الصعود: «من المواقف اللي بحبها وبجد بتبسط بيها نظرة التشجيع اللي بشوفها في عيون الناس».
تعمل «مريم» على توصيل الطلبات على الفور، إذ أن الأوردر تتراوح قيمة توصيله بين 40 و60 جنيها وفقا للموعد المحدد لتسليمه ومدى الاستعجال عليه.
تحلم بـ إسكوتر أسرع من الدراجة
تطمح الفتاة العشرينية في تطوير دارجتها وشراء إسكوتر، يعينها على توصيل الطلبات بشكل أسرع، لأنها تعاني من الوصول بالدراجة إلى الأماكن البعيدة، لذا تسعى الفترة المقبلة لتطوير الفكرة بـ«إسكوتر».