البطلة يمنى عياد أول مصرية تتأهل للأولمبياد بالملاكمة ومدربها كابتن وائل فهر
إن تسلك طريقا لم يسبقك إليه أحد لتكون أنت الأيقونة التي أسست، والبوصلة التي يسير على هداها الكثير من بعدك، والنور الذي يشق الظلام بأول خيط رفيع من الضوء، ليس الأمر سهلا أبدا، لكن يبدو أنه ليس مستحيلا أيضا، البطلة المصرية التي تتوشح بعلم مصر يٌمنى عياد ابنة مدينة دمياط، التي توجت كأول مصرية بالتاريخ تتأهل إلى أولمبياد باريس 2024.
مدرب يمنى عياد: رقيقة وخجولة جدا بعيدا عن الملاكمة
رقيقة كالفراشة وخجولة كالأطفال، لكن ما أن تلبث وتصعد على الحلبة حتى تستجمع قواها القتالية وتحقق الذهب ولا غير شيء غير الذهب، «هادية ورقيقة وخجولة جدا جدا لو شوفتيها بتتكلم، لكن حلمها كبير وأكثر شخصية مجتهدة شوفتها في حياتي كلها، وعمرها ما خسرت مش بتأخد غير مركز أول، ومش بتحصد غير الذهب»، بحسب ما ذكر مدرب يمنى الكابتن وائل فهر، في حديثه لـ «الوطن».
مدرب يمنى: حققت حلمي الذي لم أتمكن من تحقيقه
«حلمي يا يمنى»، يقولها المدرب لتجيبه بطلته: بإذن الله هكسب يا كابتن وأحقق حلمنا، ليباغتها الكابتن بجملته الثانية، «البطل يموت أو ينتصر»، فترد يمنى مسرعة: يبقى ننتصر، بهذه الكلمات يدعم المدرب وائل فهر مدرب الملاكمة ومدرب منتخب مصر، يمنى بالتدريبات والبطولات، كاشفا أنه منذ اللقاء الأول مع يمنى وجد فيها حلمه الذي لم يُحققه، وعقد كل آماله على أن تكون بطلته الصغيرة مصدرا لتحقيق أحلام لم تتحقق ولم تنته داخله، «دايما ترد عليه هنحقق حلمنا عمرها ما قالت حلمها».
رحلة طويلة من العمل والمثابرة
رحلة شاقة وصعبة بدأتها البطلة منذ 5 سنوات بعدما تنقلت بين عدد من الألعاب القتالية ك «كونغ فو»، و«مواي تاي»، قبل أن تجد شغفها وولعها بلعبة الملاكمة، حتى أنها تقوم بالتدريب ما لا يقل عن 7 ساعات يوميا، وما يقرب من 4 ساعات داخل معسكر المنتخبز
وأضاف: «هي مسخرة نفسها للحلم ومجنونة به لأنها حبت الملاكمة جدا ولقيت فيها نفسها، أيام بطولة البحر لمتوسط، كانت بتنزل تستأذن من معسكر المنتخب عشان تمتحن توصل دمياط بعد 4 ساعات تعب، وربما تصل في تمام الساعة 3 صباحا، وتنام وتذهب إلى الامتحان في كليتها بتربية رياضية في سنة ثانية وترجع تسلم عليه، وترجع المعسكر المنتخب وعلى كده يوما بعد يوم.. حد تاني كان يقول كفاية إني بتمرن في المنتخب وبلاش أتدرب تاني، ومع ذلك ما شاء الله بتجيب امتياز في الكلية».
أصعب مباراة في تاريخها انتهت نهاية سعيدة
وعن الصعوبات التي تواجهها البطلة «يٌمنى» يقول مدربها إن المباراة الأصعب بتاريخها كانت مباراتها أمام بطلة الجزائر فاطمة عبد القادر، خاصة بعد أن خسرت جولتها الأولى، لكنها سريعا ما استعادت ثقتها بنفسها وتمكنت من هزيمة غريمتها بالجولة الثانية ثم القضاء عليها بالثالثة، لتتوج كأول ملاكمة مصرية في التاريخ تتأهل إلى الأولمبياد.
وتابع: «الماتش أمام اللاعبة الجزائرية أصعب ماتش في تاريخها لأنه المكسب تتأهل للأولمبياد وتحقق الحلم، والخسارة تعني ضياع كل إللي عملته.. فالماتش ده غير حياتها، وخلاها تدخل الأولمبياد بعد ما كانت مغلوبة بالجولة الأولى، دخلت الثانية كسبتها والثالثة كسبتها باكتساح، الحمد لله، وبسببه أديتني اللقب إللي بحبه وبعتز بيه، مدرب أول ملاكمة مصرية في التاريخ تتأهل إلى الأولمبياد».
دور كبير للأسرة والمدربين في دعم البطلة يمنى عياد
دعم نفسي كبير تتلقاه «يمنى»، من عائلتها ومن مدربيها، فوالدها ووالدتها يسخرون لأجلها كل شيء لتعزيز ثقتها بنفسها وتوفير احتياجاتها لتحقيق أحلامها، كما تحظى برعاية خاصة من مدربها الذي وٌجد بها وسيلته لتحقيق حلمه الذي لم يٌوفق في الوصول إليه، ومُدربها بالمنتخب لديه قدرة كبيرة على احتوائها وتقديم الدعم اللازم لها.
واستكمل: «باباها بيدعمها جدا وهي كمان مرتبطة بوالدتها جدا وهي السبب في كل إللي وصلت له يمنى، أنا طبعا بدعمها طول الوقت، وكابتن هيثم بالمنتخب برضو قريب منها، وبيخليها تكلمني وأكلمها وده ذكاء منه عشان عارف أني بعرف أطمنها».
بطولات وألقاب
بطولات وألقاب حصدتها «يمنى» منذ بداية ممارستها لعبة الملاكمة حتى الآن، بداية من حصولها على ذهبية بطولتي شابات، وبعدها بعامين ذهبية وزن 54، وبرونزية البحر المتوسط، وحققت من خلال هذه البطولة لقب أول مصرية تحصل على ميدالية ببطولة البحر المتوسط للملاكمة، كما حققت لقب أول مصرية بالتاريخ تتأهل للأولمبياد، «قالت لي هوصل ووصلت، عمرها ما وعدت وأخلفت أبدا، « بتحب مصر جدا، وكانت عايزة ترفع اسم بلدها، وبتمنى لها تٌحقق ميدالية بالأولمبياد عشان نبقى حققنا حلمنا».