جاء إلى الحياة فاقدًا أهم نعمة يمكن أن يتمتع بها إنسان على وجه الأرض، وهي الإبصار، ربما كادت أن تجعله خصيمًا للحياة كارهًا لها، لكنه لم يفعل ذلك، بل بدأ اكتشاف نفسه بنفسه في سن الـ5 سنوات، فكان يمسك بقطعة من البوص، معتبرًا إيها «مايكروفون» ويأخذ في ترديد الآيات القرآنية وينغم صوته بها، ليبهر أصوات الحاضرين بذلك الصوت العذب.
محمود ياقوت، 15 سنة، ولد كفيفًا، لكن عوضه الله عن ذلك بحب قراءة القرآن، والإبداع في تلاوته، فاستطاع على الرغم من صغر سنة تقليد كبار قراء القرآن الكريم، وحفظ في هذا السن الصغير 20 جزءًا من القرآن، وما زال في رحلته القرآنية ينوى ختم كتاب الله الكريم كاملًا.
بداية «محمود» مع القرآن
يروي ابن محافظة سوهاج لـ«الوطن»، بداية رحلته مع القرآن، موضحا أنه وجد عند نفسه ميولًا منذ السنوات الأولى من عمره تجاه ترديد القرآن الكريم، وتقليد القراء: «كنت بمسك عصاية على أساس إنها مايك، وأفضل أقرأ بيها».
لاحظ والداه جمال الصوت الذي يتمتع به طفلهما الكفيف، فشجعهم ذلك على الاتجاه لتحفيظه القرآن، ولما بلغ من العمر مبلغ الوصول إلى مرحلة التعليم، قررا إلحاقه بالأزهر الشريف، حتى ينبغ في المجال الذي يحبه.
تكريمات حصل عليها «محمود»
«لما لاحظنا حبه للقرآن والده وداه جمعية حفظ القرآن الكريم، وبدأ يحفظ فيها، لغاية ما حفظ 20 جزءا، ولسه مكمل»، هكذا روى أحمد كاظم، أحد أبناء عمومته لـ«الوطن»، مضيفًا أنه على الرغم من سنه الصغير أخذ رواد المساجد في تقديمه لإمامة الناس في الصلاة، وإقامة شعائرها من أذان وإقامه: «بيأذن في المسجد وبيصلي بالناس، وبيقدر يقلد مشايخ كبار».
بدأ صيت الطالب الذي يدرس في الصف الأول الإعدادي، في الانتشار بين أبناء قريته ومحافظته، فكرمته جميعة متخصصة في تحفيظ القرآن، ثم حصل على تكريم من منطقة سوهاج الأزهرية، وتكريم من رئيس لجنة مدينة طهطا.