اتخذ من ابنته أملًا، ليحقق حلم الطفولة بالالتحاق بالثانوية العامة، فلم يكن السن عائقًا أمام الرجل الخمسيني، بل كان يشارك صغيرته خطواتها، ويحلم معها بدخول الجامعة، التي فرقتهما ليدرس محمد عبد المعطي 58 عامًا، في كلية الآداب، وابنته بكلية خدمة اجتماعية.
كان «محمد» يحلم باليوم الذي سيرتدي فيه «روب» المحاماة، لكنه تعثر في تحقيق حلمه عدة مرات، بداية من الالتحاق بأحد المعاهد الإيطالية المتخصصة في الكهرباء، بعد حصوله على الشهادة الإعدادية، مدة دراسته 5 سنوات، بحسب حديثه لـ«الوطن»: «كان نفسي أدخل ثانوية عامة وألتحق بالكلية، بس للأسف سمعت كلام الناس اللي قالولي المعاهد أفضل من الكليات، وخدت مؤهل فوق متوسط».
اتجه للعمل في الخارج
عمل «محمد» في الكهرباء مدة قصيرة، ثم انتقل للعمل بالخارج، وأصبح مديرًا تجاريًا لأحد مصانع شرائط الفيديو في السعودية، وبعد عودته قرر استكمال حلمه، بمحاولة الالتحاق بالجامعة المفتوحة، حتى يتمكن من دراسة الحقوق: «للأسف لقيت كلية الحقوق في الجامعات المفتوحة اتلغت، وبعدين قدمت ثانوية عامة من أول وجديد، عشان أدرس الـ3 سنوات».
«محمد» يدرس الثانوية مع ابنته
كان «محمد» شخصًا محظوظًا، قدم على الثانوية العامة مع ابنته الكبرى، ليدرس في القسم الأدبي، وابنته بالقسم العلمي، وتدعم والدها صاحب الـ55 عامًا، لتشجعه على الاستمرارية، في ظل أزمة كورونا، التي كانت بقمة ذروتها في ذلك الوقت: «اعتمدت في مذاكرتي على كتب الوزارة، ومكنتش بروح دروس، ولا بشتري كتب خارجية، نجحنا إحنا الـ2 الحمد لله، أنا جبت 63.5%، وبنتي برضه مجموعها كان في الستينيات برضه».
لم يستطع «محمد» تحقيق حلمه بدخول كلية الحقوق، إذ لم تأتِ ضمن الرغبات المتاحة له، في تنسيق المرحلة الثالثة عام 2020، ما جعله يرفض الالتحاق بالمعاهد والكليات المتاحة له، إلا أن أبناءه الـ4 دعموه ليعود للدراسة مرة أخرى، ويدرس حاليًا في الفرقة الثالثة بكلية الآداب جامعة عين شمس قسم تاريخ، أما ابنته بالفرقة الرابعة في كلية خدمة اجتماعية جامعة حلوان: «عندي بنتين وولدين، تلاتة منهم في الجامعة، والصغير في الإعدادي، وهما اللي شجعوني عشان أكمل».
تفوق «محمد» الدراسي
تفوق «محمد» في الكلية، منذ أول يوم، ليجني ثمار جهده، بالحصول على تقدير جيد جدًا مرتفع، على الرغم من حصوله على الامتياز في بعض المواد، ويخطط لدراسة الماجستير وتحضير الدكتوراه: «إن شاء الله هكمل لما أتخرج، عايزة أحضر وأبقى شخص أكاديمي في المجال».