بعد أيام قليلة من بداية فصل الخريف رسميا يكون الوطن العربي والعالم على موعد مع آخر قمر عملاق في عام 2023، والمعروف باسم «قمر الحصاد»؛ إذ يكتمل قرص القمر، الجمعة 29 سبتمبر، ويصبح بدرا كامل الاستدارة في ذلك اليوم، فيشرق بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي وتبلغ نسبة لمعانه 100%.
ما قصة آخر بدر عملاق؟
وبحسب ما ذكره الدكتور أشرف تادرس، أستاذ البحوث الفلكية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، في بيان نشره عبر صفحته الرسمية بمنصة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إن القمر يبدو لنا كما لو كان بدرا في الفترة من 28 إلى 30 سبتمبر، وهذا لأن العين المجردة لا تستطيع تمييز النقصان البسيط في استدارة قرص القمر بسهولة.
ويُعرف هذا البدر عند القبائل الأمريكية باسم قمر الذرة أو قمر الحصاد لأنه يتم حصاد الذرة في هذا الوقت من العام، وهو البدر الذي يحدث بالقرب من الاعتدال الخريفي، كما أنه القمر العملاق الرابع والأخير لهذا العام، حيث يكون القمر في منطقة الحضيض في مداره حول الأرض، وهي المنطقة القريبة نسبيا إلى الأرض، لذلك يبدو حجمه أكبر قليلاً ولمعانه أكثر إشراقا من المعتاد.
وبحسب ما ذكرته وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، إن القمر العملاق هو نوع من أنواع البدر الذي يمكن أن يظهر أكبر بنسبة تصل إلى 14% وأكثر سطوعًا بنسبة 30% من أضعف قمر في العام، وذلك لأنه يقع في أقرب نقطة له من الأرض، والتي تسمى الحضيض.
وقال نواه بيترو، أحد علماء الفلك في وكالة ناسا، خلال حديثه في مجلة «بيزنس إنسايدر» الأمريكية: «الفرق بين هذا البدر والقمر العملاق في أغسطس هو 4370 كيلومترا فقط (2715 ميلا)، لذا سيكون قريبا جدا من قيمة 14%/30% لأكبر قمر مكتمل لهذا العام”.
هل تبدو أقمار الحصاد أكبر؟
وقال باتريك هارتيجان، أستاذ الفيزياء وعلم الفلك في جامعة رايس: « تحدث أقمار الحصاد في هذا الوقت من العام تقريبًا، وقد سُميت بهذا الاسم لأنه لعدة أيام يرتفع البدر تقريبًا عند غروب الشمس»، وسيكون لدى المزارعين الذين يحصدون المحاصيل في نصف الكرة الشمالي المزيد من الضوء للعمل بعد غروب الشمس.
وتابع أستاذ الفلك: «الانطباع هو أن البدر يلوح في الأفق بعد غروب الشمس مباشرة لعدة أيام متتالية، وهناك أيضًا وهم بصري للقمر يبدو أكبر عندما يكون موجودًا في الأفق، إلى جانب تأثير القمر العملاق الصغير».
في حين أن هذا القمر العملاق لن يكون قريبًا أو ساطعًا تمامًا مثل شهر أغسطس، إلا أنه قد يبدو أصفر غامقًا أو يتحول أحمر، خاصًا عندما يظهر لأول مرة من الأفق، موضحا «بيترو» إن القمر يبدو أنه تأثر لونه فقط عندما يصعد أو يغرب في الأفق أو أثناء تساقط القمر، ويمكن للظروف مثل الانسحاب أو مقهى أو الغبار أن يتغير لون القمر.