حياة هادئة تعيشها «مولي»، التي لم يتخط عمرها 14 عاما، في منزل أسرتها الصغير بمقاطعة هارتفوردشير ببريطانيا، تقضي أوقاتها مع زملائها في الدراسة وتتنزه مع أصدقائها وتجلس لساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يصيبها صداع شديد استمر لأسابيع دون أي استجابة للمسكنات، قبل أن تبلغ شكواها لوالدتها، بشعورها بألم المستمر في رأسها.
موجة الحر والهاتف.. تفسير الأم للصداع
«اعتقدت أن موجة الحار الأخيرة واستخدام الهاتف، هما سبب الصداع، ولم أتوقع إصابة ابنتي بورم في المخ»، كلمات الأم المكلومة بعد أن فقدت ابنتها جزءا كبيرا من بصرها نتيجة إهمال شكوتها من الصداع لعدة أسابيع، فالأم البريطانية ناعومي هولمان، لم تعتقد أن شعور ابنتها بالخمول والارتباك والصداع، يرجع إلى إصابتها بمرض خطير، ولم تفكر حتى في استدعاء الطبيب أو زيارته، معتقدة أنها أعراض طبيعية، بسبب الطقس الحار واستخدام ابنتها الهاتف لساعات طويلة.
الصدفة أنقذت حياة ابنتي
«اختبار العين الروتيني أنقذ حياة ابنتي»، تقول الأم، موضحة أن الصدفة لعبت دورا مهما في إنقاذ ابنتها من الموت، إذ أنه خلال فحص دوري للعين، وجد طبيب العيون في بداية الأمر، أنها بحاجة لتغيير النظارة الطبية، قبل أن ينتبه إلى التهابات بالعين، وعند فحصها اكتشف عبر الأشعة أن هناك ورما في المخ خلف العين.
«مولي» تفقد جزءا كبيرا من بصرها
«ابنتي فقدت جزءا كبيرا من بصرها، بعد إجراء عمليتين» تواصل الأم البريطانية، حديثها لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، لافتة إلى أن ورما في المخ تم الكشف عنه خلال رحلة روتينية لفحص العين تسبب في فقدان ابنتها «مولي» لأغلبية بصرها، بعد أن تجاهلت لأسابيع شكوتها من الصداع.
زيارة لطبيب «مولي»، العام بشأن ظفر إصبع القدم الناشب، كشف عن التهابا في الجزء الخلفي من عينها، واعتقد الأطباء في بداية الأمر أنه ربما يكون ناجما عن العدوى في قدمها، وبالفحص الروتيني لعيون الفتاة البريطانية، اكتشف الأطباء أن لديها ورما في المخ خلف عصبها البصري، وبينما تمت إزالة الورم للمراهقة الآن، فقد تركتها ببصر محدود، وفقا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
ما علاقة الصداع بورم المخ؟
أعراض الإصابة بأورام المخ متعددة، من بينها الصداع المستمر، المصحوب بـ«زغللة» بالعين والقيء، غير أن الصدع منفردا لا يمثل دليلا على وجود ورم بالمخ إلا في حالات نادرة، إذ إن الصداع من الأعراض التي تصاحب عديد من الأمراض، كآلام الأسنان والجيوب الأنفية ومشكلات النظر، بحسب ما أوضحه حاتم أبو القاسم عميد المعهد القومي للأورام، في حديثه لـ«الوطن».
تحذير من استمرار الأعراض
لا بد من الانتباه لأي أعراض مستمرة لأسبوعين و3 أسابيع، ولا تستجيب للعلاج، والتوجه إلى الطبيب وطلب المشورة الطبية، ومن هذه الأعراض: النزيف مع البول أو مع البراز، والقيء الدموي والصداع المستمر، والألم المستمر بالثدي، كونه دليلا على وجود أورام، وفقا لـ«أبو القاسم».