مع تزايد ارتفاع درجات الحرارة واستمرار الموجة الحارة التي تضرب العديد من دول العالم في إطار الطقس غير المستقر الناتج عن التغيرات المناخية، يزداد القلق حول الصحة العامة للإنسان، ويتساءل البعض عن علاقة ارتفاع درجات الحرارة بزيادة الإصابة بالأمراض من بينها السكتة الدماغية.
مخاطر ارتفاع درجات الحرارة على الصحة العامة
ومن جانبه أكد الدكتور أحمد نصر الدين، أستاذ مساعد أمراض المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة أسيوط، أنه لكى تعمل أجسادنا بصورة طبيعية تحتاج للحفاظ على درجه حرارتها في حدود 37.5 درجة مئوية، سواء كنا في الصيف أو الشتاء، لكن مع ارتفاع درجة حرارة الطقس، يتعين على الجسم أن يعمل بجهد أكبر للحفاظ على درجة حرارته منخفضة، فيفتح المزيد من الأوعية الدموية بالقرب من الجلد للتخلص من الحرارة ويبدأ التعرق.
الجفاف نتيجة تبخر العرق
وتابع «نصر الدين»، أنه عندما يتبخر العرق، فإنه يزيد بشكل كبير من الحرارة المفقودة من الجلد، وفي الوقت نفسه، يؤدي التعرق إلى فقدان السوائل والأملاح، مما قد يؤدى الى حدوث جفاف في الجسم، ولذلك فإن درجات الحرارة المرتفعة تشكل خطورة كبيرة على جميع الأفراد وخصوصا كبار السن والأطفال والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
انخفاض تصريف الحرارة من أجسام المسنين
وأضاف أستاذ مساعد أمراض المخ والأعصاب في حديثه لـ«الوطن» أن خطورة الموجة الحارة على إصابة الأفراد بالأمراض ترجع إلى انخفاض تصريف الحرارة من الجسم لدى كبار السن والتعرق بدرجة أقل مقارنة بالشباب، علاوة على انخفاض الإحساس بالحرارة وفقدان الشعور بالعطش، الذي يؤدي إلى نقص السوائل في الجسم.
جلطات المخ والقلب نتيجة نقص السوائل بالجسم
وأشار «نصر الدين»، إلى أنه إذا لم يتم تعويض هذا نقص السوائل بالجسم عن طريق شرب الكثير من السوائل للحفاظ على نسبة الماء في جسمك، فإن الدم يصبح لزجا وهذا الدم اللزج يشكل جلطات في القلب أو المخ أو ما يعرف بالسكتة الدماغية.
عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس
وشدد أستاذ مساعد أمراض المخ والأعصاب على ضرورة تأجيل الأنشطة في فتره الظهيرة من 11 صباحًا وحتى الـ3 عصرًا، والبقاء في الظل قدر الإمكان، مع امكانيه تأجيل أي أعمال إلى الصباح الباكر أو بعد انخفاض حدة الشمس، بالإضافة إلى تناول السوائل بما لا يقل عن لترين يومياً، لتجنب الإصابة بالسكتة الدماغية أثناء الطقس الحار لدى كبار السن.
2 لتر مياه يوميًا لحماية الجسم
وحذر «نصر الدين» من تناول أدوية الضغط المرتفع التي تحتوي على مدرات البول، كونها قد تسبب في إصابة كبار السن بالجفاف واختلال التوازن لفقد الجسم المعادن الأساسية خلال الموجة الحارة وارتفاع درجات الحرارة، بطردها كميات كبيرة من المياه من الجسم، مشددًا على ضرورة تناول كبار السن أكثر من 2 لتر يوميًا من المياه.