جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة بحق الشعب الفلسطيني على مدار 44 يوما، تجاوز معها عدد الشهداء الآلاف معظمهم من النساء والأطفال، بعدما تعمّد جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف المستشفيات والكنائس التي تؤوي المدنيين والعُزل، وبات الشعب الفلسطيني يفتقد لمقومات وسبل الحياة.
مايسة ستينية متطوعة في تعبئة المواد الغذائية
مايسة محمد صاحبة الـ63 عامًا، دفعتها المشاهد المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني إلى المشاركة في الحملات التطوعية، التي تستهدف إعداد المساعدات والإغاثات الإنسانية لأشقائنا في قطاع غزة، بعدما وجدت منشورًا على «فيس بوك» بالصدفة يطلب متطوعين للمشاركة في عمليات تعبئة المواد الغذائية بهدف توصيلها إلى غزة: «على أد السن والظروف، روحت متطوعة مع مؤسسة صناع الحياة عشان نحط الحاجات في الكراتين ونغلّف شوية حاجات تانية، والباقي بيحمل الكراتين دي على العربيات وبيكملوا على شغلنا، ولكن كراتين المياه هي أكتر حاجة بتاخد وقت في التعبئة».
وتستقطع السيدة الستينية من يومها نحو ساعتين إلى ثلاث ساعات، وأحيانًا اليوم بأكمله في تعبئة الكراتين بالمواد الغذائية المختلفة التي تنقلها المؤسسة إلى قطاع غزة بحسب حديثها لـ«الوطن»، إذ تحوي الكراتين التي تعمل «مايسة» على تعبئتها، العديد من المواد الغذائية مثل الفول والحلاوة والتونة والسكر والتمر، بالإضافة إلى بعض الأدوات الطبية التي تستخدم في الإسعافات الأولية: «أنا تطوّعت بشكل فردي لما شوفت الإعلان محدش كلمني، وأنا بحاول أعمل اللي أقدر عليه، يعني بشتغل شوية وبريّح شوية بحكم سني، وعلى رغم المجهود بيكون فيه دايمًا جزء إنساني مهم بيخليني أكمل».
وأثناء تحضير المساعدات الإنسانية لأشقائنا في غزة، تقول «مايسة» إنّ الشباب يكونون على قدم وساق، ووصفتهم بأنّهم «خلية نحل» بين التعبئة والتغليف والتحميل على عربات الشحن: «الشباب بيكونوا حيويين ومتفاعلين أكتر مني، ومشاركتي بتعتمد على وجود مواد غذائية محتاجة تعبئة وده مبيكونش بشكل يومي، ولكن بيكون على حسب الحاجات اللي بعتوها دخلت وعدت من المعبر ولا لأ».