يعتبر الموز من الفواكه المحببة لغالبية الناس، فإلى جانب سهولة أكله وجمال مذاقه، هو أيضًا يحقق للجسم عديد من الفوائد الصحية؛ لأنه يحتوي على الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية المهمة التي يحتاجها الجسم وتمده بالطاقة وتساعده على القيام بوظائفه الحيوية، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه ووفقًا لِما ذكره عالمان بجامعة بكين للملاحة الجوية والفضائية فإن الإفراط في تناوله يوميًا يعود بالسلب على الجسم.. فما السبب؟ وما مدى حقيقة هذا الكلام؟
تأثير سلبي لتناول الموز بكثرة.. ما حقيقة ذلك؟
أوضح العالمان جيان ساوتيان وليأو حيه من جامعة بكين للملاحة الجوية والفضائية، من خلال مقال نشرته الجامعة، أنه على الرغم من الفوائد الصحية الكثيرة التي يحققها تناول الموز، فإن هناك خطر -ولو كان صغيرًا- يهدد صحة الإنسان وسلامته من جراء تناوله بكثرة يوميًا.
وأرجع العالمان قولهما أنه إلى جوار احتواء الموز على عنصر البوتاسيوم، وهو مادة مفيدة للجسم، فهو يحتوي أيضًا على البوتاسيوم- 40 وهو مصدر للإشعاع الذي يؤثر سلبيا على الصحة، لافتين إلى أن جرعة الإشعاع المتلقاة من تناول حبة واحدة تبلغ حوالي 0,0778 ميكروسيفرت، وأن تلك الكمية لا تذكر بالمقارنة فإن التصوير المقطعي المحوسب للصدر يعادل 70 ألف موزة.
«الحوفي»: لا صحة إطلاقًا لهذا الكلام
ومن جانبه، نفى الدكتور محمد الحوفي، استشاري التغذية العلاجية، خلال حديثه لـ«الوطن»، هذا الكلام تمامًا، مؤكدًا أن الموز يحتوي بالفعل على مادة البوتاسيوم- 40، إلا أن تركيزها ضئيل جدًا؛ بما لا يتيح في النهاية إحداث أي ضرر على صحة الإنسان، وأنه – ووفقًا لِما أكده العلماء – فإن التأثير السلبي لمادة البوتاسيوم- 40 يحدث للجسم في حال تناول الشخص 275 موزة يوميًا ولمدة 7 سنوات: «مفيش حد طبعًا هيقدر ياكل 275 موز كل يوم ولمدة 7 سنين متواصلة، فمعنى كده أنه مش وارد أصلًا وجود أي ضرر أو تأثير سلبي للمادة دي».
ولفت «الحوفي» إلى أنه في السنوات لم يثبت علميًا أن الموز له تأثير سلبي على صحة الإنسان: «إحنا بنتكلم على الموز السليم الطبيعي، إنما لو الموز مثلًا القشرة بتاعته فيها سواد أو حاجة فـ دي نقطة تانية»، وأن الفوائد الصحية التي يحققها الموز لجسم الإنسان عديدة وبالكاد يصعب حصرها، منها تقوية الذاكرة، ودعم صحة الجهاز الهضمي والعصبي؛ لِما يحتويه على فيتامينات وأملاح معدنية.: «الكلام عن أضرار الموز مبالغ فيه جدًا وعنصر البوتاسيوم- 40 ده يمكن تجاهله تمامًا ولا يجب التخوف منه».
فوائد تناول الموز
كما يحتوي الموز على نسبة جيدة من الألياف تجعله يُحسن من عمل الأمعاء، ويقلل من معدل الكوليسترول الضار في الجسم، والترسبات الموجودة في الشرايين، كما أن احتواءه على نسبة من الكربوهيدريد، يجعله يمد الجسم بالطاقة عند تناوله، كما يعد الموز باسطًا للعضلات، ويساعد على ضبط معدل ضغط الدم.
ولتعزيز الاستفادة من الموز، نصح «الحوفي» بتناوله بين الوجبات، وأنه في حال تناوله أثناء المشي في الشارع، يجب على الشخص استخدام يد واحد في نزع القشرة الخارجية، على أن يستعمل الأخرى في تناول الموزة: «لأن القشرة الخارجية أحيانًا بتكون عليها ميكروبات، فيفضل أن الإيد اللي نقشر بيها مانلمسش بيها الموزة»، محذرًا مرضى السكري من تناول الموز شديد الاستواء، لكونه يحتوي على كميات أعلى من السكر.