مائدة إفطار تجمع أبناء منطقة واحدة وجنسيات متفاوتة ما بين «يمني وسوري ومصري»، يجلسون جنبا إلى جنب قبل دقائق قليلة من رفع أذان المغرب كل يوم، منهم المحتاج ومنهم ما دون ذلك، جلسوا معًا حبًا في المشاركة، في مشهد يومي اعتادوه منذ عامين، ويتكرر على مدار ثلاثين يوما، تتلاشى فيه الفوارق المجتمعية والمادية.
300 كرسي على مائدة الفطار
مائدة إفطار شباب فيصل التي تستوعب هذا العام نحو 300 شخص، يشرف على إقامتها شباب المنطقة للعام الثاني على التوالي، قائمة على تبرعات الشباب القائمين عليها وعلى تبرعات أهل المنطقة، إذ يتولى بعضهم شراء المواد الغذائية، وآخرون يتبرعون بطهيها، وفي الساعة الأخيرة قبل أذان المغرب، يتسابق الجميع لـ«رص» الأطباق والأكواب التي تقدم أشهى الأصناف والعصائر لزائري المائدة الرمضانية، يقول الشيف أحمد البرديسي، صاحب فكرة المائدة الرمضانية، في بداية حديثه لـ«الوطن».
ألفة وتعارف بين سكان المنطقة
في شارع العشرين الشهير بحي فيصل، تقام مائدة الإفطار، التي تعرف بـ«مائدة الشباب»، تهدف إلى إحياء روح الأخوة بين الجيران والأهالي، ومن بينهم الجنسيات المختلفة من سكان المنطقة، إلى جانب استقبال غير القادرين ماديا: «هدفنا نفطر كلنا مع بعض ومحدش يحس بالغربة ولا حد يحس إنّه لوحده من غير أهله وهو وسطنا»، بحسب قول الشيف أحمد.
«بنعمل كل يوم أحسن أكل، وعدد الكراسي السنة دي زاد عن السنة اللي فاتت، بفضل ربنا وبفضل مساعدة أهل المنطقة»، وفقا لحديث صاحب فكرة المبادرة، موضحا أنّ عدد كراسي المائدة يزداد كل يوم: «بدأنا بـ300 كرسي وإن شاء الله هنوصلها لـ500 فرد على مدار الشهر».
توزيع ملابس العيد
لم يقتصر الخير الذي يقدمه شباب فيصل عند مائدة الإفطار، بل ابتكروا طريقة جديدة هذا العام، لإسعاد أكبر عدد من الأهالي المحتاجين: «هنعمل مسابقة كل يوم، واللي يجاوب على السؤال ويكسب، هياخد لبس العيد هدية»، لإدخال الفرحة على قلوب الأهالي دون إحراج لأحد منهم، بحسب قول الشيف أحمد، صاحب فكرة المائدة، التي أصبحت مظهرا ثابتا من مظاهر شهر الصيام في حي فيصل.