ثورة كبيرة سيطرت على والدة إحدى الطالبات بمدرسة في ولاية ميريلاند الأميركية، اعتراضًا على اتفاق إدارة المدرسة مع شركة تصوير فوتوغرافي لإدخال تعديلات على صور الأطفال، من بينهم ابنتها، من دون استئذان، تمثلت في تبييض الأسنان، والتدخُّل بلون البشرة، وإزالة الشوائب، مؤكدة أن ذلك يتنافى مع دعم ثقة الأطفال بأنفسهم وزيادة الضغط عليهم ليبدوا مثاليين وفي أفضل صٌورة، ومع تناول صحيفة «نيويورك بوست» لهذه الواقعة، يمكن توضيح سبب لجوء كثيرين إلى استخدام «الفلتر» في الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بهم قبل نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
لماذا يحرص كثيرون على استخدام «الفلتر» في الصور؟
شرحت الدكتورة صفاء حمودة، أستاذ الطب النفسي، أن لجوء كثيرين إلى استخدام «الفلتر» في الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بهم قبل نشرها وتبادلها رفقة أصدقائهم عبر منصات الـ«سوشيال ميديا» المختلفة، يعود إلى عدة أسباب، أولها دافع فطري لدى الإنسان يتمثل في رغبته أن يبدو جميلًا، دون أن يتعلق ذلك بسماته الشخصية ومدى ثقته في ذاته.
من الأسباب الأخرى التي تُجبر البعض إلى استخدام «الفلتر» بشكل كبير في صورهم ومقاطع الفيديو التي يظهرون بها، حسب توضيح «صفاء» لـ«الوطن» هي ثقافة النقد والتطفل المنتشرة وسط كثيرين من رواد منصات التواصل الاجتماعي؛ إذ يتنمر بعضهم على مظهر صاحب الصورة وملامحه الشخصية بشكل غير لائق يسبب إحراجًا شديدًا له: «كل التنمر ده بيشكل ضغوطا نفسية على الشخص بيحاول يتجنب ده من خلال استخدام الفلتر لتجميل ملامحه ومظهره بشكل عام».
قلة الثقة في النفس والصورة المتدنية عن الذات
كما تلعب قلة الثقة في النفس والصورة المٌتدنية عن الذات دورًا كبيرًا في حرص البعض على استخدام «الفلتر» قبل نشر أي صورة أو مقطع فيديو عبر منصات الـ«سوشيال ميديا» أو حتى تبادلها مع الأصدقاء؛ إذ يحاولون بذلك تعويض قلة ثقتهم بأنفسهم وتكوين صورة ذاتية أفضل: «الصورة الذاتية والثقة بالنفس ملهمش أي علاقة بقدر جمال الشخص في الحقيقة.. ممكن يٌكون جميل جدًا لكن معندوش ثقة في نفسه وواخد صورة وحشة عن نفسه فيحس بالنقص، علشان كده بيحاول يعوض النقص ده بأنه يظهر في أجمل صورة ممكنة»، بحسب «صفاء».