مع زيادة جرائم الحرب التي ترتكبها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني والمدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ في قطاع غزة، على خلفية عملية «طوفان الأقصى»، صعدت المخاوف لدى كثيرين من أبناء دولة الاحتلال عن لعنة العقد الثامن.. فما هي هذه اللعنة؟ وما علاقتها بانتهاء دولة الاحتلال الإسرائيلية.
لعنة العقد الثامن تهدد بزوال دولة الاحتلال الإسرائيلي
أبرز من تحدث عن لعنة العقد الثامن وتهديدها لدولة الاحتلال الإسرائيلية خلال هذه الأيام هو رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلية الأسبق، إيهود باراك، الذي اعتبر أن الدعم الموجه لدولته على الساحة العالمية سيضعف «بسرعة كبيرة» وستكون شرعية العملية الإسرائيلية موضع شك، مشيرًا في حديثه إلى حرب بلاده مع غزة وخطر توسيع النزاع، قائلًا: «أخشى ما أخشاه هو تفكك دولة إسرائيل وتعود لعنة الثمانين عامًا»، بحسب موقع «روسيا اليوم».
وعلَّق الدكتور أيمن الرقب، أستاذ الدراسات العبرية بجامعة القدس، على حديث رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلية الأسبق، إيهود باراك، موضحًا أن الحديث عن لعنة العقد الثامن زاد خلال الأيام القليلة الماضية مع زيادة جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي غزة.
ما هي لعنة العقد الثامن؟
وأضاف «الرقب»، خلال حديثه لـ«الوطن»، أن لعنة العقد الثامن أو لعنة الثمانين عامًا، يقصد بها لعنة وصول عُمر دولة الاحتلال الإسرائيلية إلى الثمانين عامًا؛ إذ يحمل ذلك بالنسبة لهم فكرة تفكك الدولة كما حدث في مرتين سابقتين: «كانت مملكتهم الأولى بحسب قراءاتهم في زمن سيدنا داوود وسيدنا سليمان، وعندما بلغ عمرها 79 عامًا تفككت»، وأنه حسب إدعاءات اليهود فقد كان لهم مملكة أخرى سنة 724 قبل الميلاد، وعندما وصلت لعمر 77 عامًا، أي في العقد الثامن لها انقسمت إلى مملكتين: اليهود والسامرة، ونتج عن هذا الانقسام زيادة الخلافات والصراعات بينهما وبالتالي ضعف كليهما، ما سهَّل على الملك نبوخذنصر سبي اليهود فيما عُرف بـ«السبي البابلي»، بعد انقسام المملكة بـ5 سنوات، أي عام 729 قبل الميلاد.
وتزامن نشوب الحرب بين قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي وأهالي غزة مع دخول دولة الاحتلال في دائرة العقد الثامن من عمرها، التي بلغ عمرها حاليًا 75 عامًا؛ ما كان سببًا في زيادة الحديث عن لعنة العقد الثامن وتفكيك دولة الاحتلال.
هل تذهب الصراعات الداخلية وجرائم جيش الاحتلال لتحقيق لعنة العقد الثامن؟
وعما إذا كان ما يحدث في قطاع غزة حاليًا على أيدي قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من جرائم حرب، وأيضًا الصراعات الداخلية لدولة الاحتلال يذهب إلى انتهاءها أم لا حسب لعنة العقد الثامن، أوضح «الرقب»، أن ذلك صعب أن يحدث حاليًا؛ وذلك لأن هناك ما يوحد اليهود، وهو البحث عن عدو: «نتنياهو يريد أن يبقى الصراع قائمًا من خلال عدو داخلي متمثل في الشعب الفلسطيني وهو بالنسبالهم صراع لا يُحسم ولا ينتهي، وعدو خارجي وهو العراق أو إيران وقد نجد غدًا باكستان».