برعت سيدات جزيرة القرصاية العائمة على نهر النيل في محافظة الجيزة، في إعادة تدوير البلاستيك وتحويله لمنتجات إبداعية وديكورات من خلال عملهن في أحد المشروعات التابعة لمبادرة «فيري نايل» لتنظيف مياه النيل، وكان ضمن مهامهن إعادة تدوير أغطية الزجاجات البلاستيكية، من خلال المرور بعدة خطوات، ليضربن بذلك نموذجًا فريدًا في استغلال المواد البلاستيكية الاستغلال الأفضل؛ للحفاظ على البيئة من المخلفات الصلبة.
«عندنا ورشة خاصة بإعادة تدوير أغطية الزجاجات البلاستيك.. وهو مشروع جديد ضمن مشاريع مبادرة فيري نايل»، وفقًا لما روته فاطمة محمود، إحدى المشرفات فيه لـ«الوطن»، إذ يقوم صيادو الجزيرة بجمع الزجاجات والمخلفات البلاستيكية من نهر النيل وتسليمها لهم في جزيرة القرصاية، لتبدأ السيدات في فرز المخلفات وتوزيع الأدوار فيما بينهن، فالبعض يعملن في ورشة إعادة تدوير الأكياس البلاستيكية لتحويلها إلى شنط ومحافظ وطواقي، والبعض الآخر يعمل في ورشة خاصة بإعادة تدويرها لصناعة الطاولات البلاستيك التي تستخدم في أغراض مختلفة.
بعد تجميع الأغطية البلاستيكية، تغسلها السيدات جيدًا وتعقمها، ومن ثم وضع الألوان المتشابهة في وعاء واحد، بحسب حديث فاطمة، ليتم بعد ذلك فرمها، ووضعها في مكبس تحت درجة حرارة معينة، لتخرج في شكل مسطح بالسُمك المحدد، حتى تأتي الخطوة الأخيرة وهي صنفرة السطح البلاستيكي وتركيب الأرجل المعدنية له لتصبح طاولات جاهزة للتسويق والبيع: «محدش بيصدق أن الترابيزات دي مصنوعة من غطيان الأزايز..والناس بتقدر الجهد دة وبتقبل على الشراء من خلال صفحة المشروع على الفيسبوك».
ومن الصعوبات التي تواجه السيدات خلال عملهن في إعادة تدوير أغطية الزجاجات البلاستيكية، هو عدم العثور بسهولة على عدد كافي من الأغطية ذات اللون الواحد، ما يؤخر إنتاج بعض الطاولات حتى تجميع العدد المطلوب؛ لذا تجتهد السيدات في جمع تلك الأغطية من مصادر مختلفة، بخلاف ما يجلبه الصيادون، سواء من مخلفات منازلهن أو جيرانهن؛ رغبة منهن في إنجاز العمل في وقت قصير، ليرى العلم ما يبدعونه بأيديهن: «من كتر إيماننا وحبنا للمشروع.. بقينا نجمع البلاستيك من الشارع ونوعي الناس بأضرار البلاستيك على البيئة».