قبل ساعات قليلة، شهدت سماء مكة المكرمة التعامد الأول للشمس على الكعبة المشرفة لهذا العام، والتي تزامنت مع آذان الظهر بالمسجد الحرام عند الساعة 12:18 ظهرًا، نتيجة لموقع الكعبة المشرفة بين خط الاستواء ومدار السرطان.
وخلال لحظة تعامد الشمس على الكعبة، وصلت إلى أقصة ارتفاع لها عند 90 درجة تقريبًا، إذ اختفى ظل الكعبة تمامًا وأيضًا ظل جميع الأجسام في مكة المكرمة حتى أصبح ظل الزوال صفرًا، بينما كانت الشمس في وضع مائل بسماء المناطق البعيدة في هذا التوقيت
المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة، يقول إنّ الحركة الظاهرية للشمس تجعلها على استقامة مع الكعبة أثناء انتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان خلال شهر مايو، وفي شهر يوليو نشهد عودة الشمس جنوبًا إلى خط الاستواء قادمة من مدار السرطان.
مشاهد من تعامد الشمس على الكعبة
وبحسب الجمعية الفلكية بجدة، فإنّ المناطق التي شهدت الظاهرة، هي المناطق التي تقع في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالًا وجنوبًا، ومن المقرر أن تشهدها مرتين خلال العام ولكن في أوقات مختلفة تعتمد في ذلك على خط عرض ذلك المكان، إذ تتميز بذلك أماكن قليلة محصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي.
الكعبة المشرفة وقت تعامد الشمس اليوم الأحد 28 مايو 2023 pic.twitter.com/hjUWCTwUoe
— الجمعية الفلكية بجدة (@JASsociety) May 28, 2023
تعامد الشمس إحدى طرق تحديد القبلة قديمًا
ظاهرة تعامد الشمس هي واحدة من بين الطرق التي جرى استخدامها قديمًا لتحديد اتجاه القبلة بدقة بالغة، من خلال استخدام قطعة من الخشب، ووضعها في وضع منتصب وعامودي على سطح الأرض عند وقت التعامد، إذ يشير الاتجاه المعاكس للظل نحو الكعبة المشرفة تمامًا لجميع القاطنين في المناطق البعيدة عن مكة في الدول العربية والمناطق المجاورة للقطب الشمالي وإفريقيا وأوروبا والصين وروسيا وشرق آسيا.
وبحسب الجمعية الفلكية بجدة، تستخدم أيضًا ظاهرة تعامد الشمس في حساب محيط الكرة الأرضية دون الحاجة لاستخدام تقنيات حديثة، من خلال بعض القواعد البسيطة في علم الهندسة، إذ تعود هذه الطريقة إلى أكثر من 2000 سنة وهي دلالة أيضًا على كروية الأرض.