قبل سنوات طويلة مضت، كانت مدينة العلمين صحراء، مدفون في أرضها أكثر من مليوني لغم، وضعت خلال فترة الحرب العالمية الثانية ومعركة العلمين التي وقعت هناك، حينها، كانت اللافتات توضع على مسافات متباعدة ومكتوب عليها «احذر.. خطر.. حقل ألغام»، ومنذ عام 2016، بدأت أولى محاولات تحويلها إلى مدينة سياحية وترفيهية صممت على الطراز الحديث، ومع مرور السنين، يقام بالمدينة خلال الفترة الحالية، مهرجان العلمين الجديدة 2023، لتكون شاهدة على واحدة من أبرز حكايات تطوير وتعمير الصحراء في العصر الحالي.
بدأت الجهات المتخصصة في إزالة الألغام، ورغم الصعوبات التي واجهوها، إلا أنهم استطاعوا تنفيذ المهمة بنجاح، وبدأت أولى عملية التطوير بمدينة العلمين، وكان أحمد خميس، من محافظة الإسكندرية ويعمل بجهاز تنمية مدينة العلمين الجديدة، شاهدًا على أول عمود تم تدشينه في المدينة.
التطوير في العلمين.. من حقل ألغام إلى وجهة سياحية
يحكي «خميس» لـ«الوطن»، بداية التطوير في مدينة العلمين، وفقًا لما رآه بعينيه: «كان في ألغام كتير مكتوب عليها خطر مميت محظور السير، كان في تعليمات لأن المنطقة دي خطر، وفي ناس توفت بسبب الألغام دي، كان شبه مستحيل عملية التطوير بس ده كان تحدي، بس إحنا لغينا كلمة مستحيل من القاموس وبدأنا بالعمل».
بدأت مدينة العملين بجهود أبناء مصر، فجهود التنفيذ كانت بواسطة شركة مصرية بمهندسين مصريين، ما عدا الأبراج الصينية التي ينقسم عدد العمال والمهندسين بين صينيين ومصريين: «كن تحدي كبير جدًا لينا، ووقت فيروس كورونا، الناس كلها كانت خايفة بس الدنيا هنا كانت شغالة ومستمرة».
100 ألف عامل يعملون داخل المدينة
أكثر من 100 ألف عامل كانوا يجتهدون للانتهاء من بناء مدينة العلمين الجديدة، وكانوا يعملون لمدة 24 ساعة، مقسمة إلى 3 ورديات، وكان كل همهم الانتهاء من تنفيذ المدينة وخروجها بأفضل صورة ممكنة، بحسب «خميس»: «كنت بشوف الرسم في الخطة والأبراج هتبقى عامله إزاي، فكرة إنك تشوفه بعد كده قدام منك كان حلم، كان عندي خوف إن الناس تيجي المدينة في الصيف بس، لكن لما الموضوع بقى في جامعات وأكاديمية وأكتر من كلية بقى في طلبة وزحمة في العلمين».