شخص يلعب لعبة هاتفية
التطور التكنولوجي والوسائل الرقمية أدت لظهور العديد من المشاكل، خاصة من قبل الجماعات المتطرفة واللجان الإلكترونية لاستقطاب واستغلال الشباب والمراهقين، لكن يتساءل كثيرون كيف يتم استدراج الشباب إلى التطرف الديني عبر وسائل التواصل الاجتماعي وما سبل المواجهة؟ وهو ما أجاب عنه خبراء خلال فيلم وثائقي عُرض على القناة الوثائقية المصرية.
كيف يُستدرج الشباب للتطرف الديني عبر منصّات التواصل؟
وبحسب الفيلم الوثائقي، فإنّ المنصات والألعاب الرقمية تعتبر إحدى الوسائل متعددة الاستخدامات، فيُمكن استخدامها وتوجيهها لتحقيق العديد من الأهداف، من بينها محاولة اللجان الإلكترونية والجماعات المتطرفة استقطاب الشباب والمراهقين واستغلالهم، وتهديد انتماءهم للوطن عن طريق أساليب مختلفة، من بينها استغلال مرحلة المراهقة بمراحلها المختلفة التي تعد أحد التحديات لدى الأهالي بسبب العناد المستمر وعدم تلقي الأوامر، ومع زيادة استخدام المراهقين للوسائل الرقمية بشكل أكبر أصبح من الممكن أن يتم توجيههم واستغلالهم من خلال أشخاص لديهم أهداف متطرفة.
كيف يُستقطب المراهقون؟
العمل على إنشاء علاقة بين المراهقين والعاملين على استقطابهم تعد نقطة البداية، حيث تستخدم الألعاب الالكترونية لإنشاء حديث مع المراهق، ثم التعرف عليه وتحديد مدى إمكانية استقطابه عن طريق التصفية بين هؤلاء الأشخاص وتحديد أي منهم يمكن استغلاله، بحسب حديث المهندس شريف إسكندر، الخبير التكنولوجي، خلال الفيلم الوثائقي، موضحا أن الأسلوب المتبع يتم من خلاله مشاركة هؤلاء الأشخاص في الألعاب المختلفة، يتميز شخص في اللعب فيعمل على تعين نفسه قائدًا للمجموعة في اللعبة ليبث الأوامر، ما يرسل رسائل نفسية للمراهق ويعده للتعلم من هذا الشخص واعتباره مصدر ثقة، ما يسهل عملية تلقين الأفكار المتطرفة وتهديد هويته الوطنية.
الدكتور محمد عبودة، الباحث في مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أكد ضرورة الاهتمام بتربية المراهقين ومناقشتهم في أفكارهم والتعرف على المحتوى الذين يتعرضون له على هذه المنصات، كما ذكر مواقف من أرض الواقع كشفها المرصد، تم فيها استقطاب شباب بعمر 14 و15 من خلال هذه الألعاب الإلكترونية وغرس بهم أفكار متطرفة.
وذكر الطبيب النفسي الدكتور محمد مهدي، أنّ الأساليب المتبعة من خلال استغلال هذه المنصات الرقمية تحدث ببطء وخبث، ما لا يدع أي مجال للشك في هذا الشخص، تعمل هذه اللجان على تلمس المشاكل وأماكن الضعف لدى الأشخاص والتقرب لهذا الشخص من خلال هذه المشاكل واستغلالها.
التطبيقات والألعاب المستخدمة
ذكر «إسكندر» التطبيقات المستخدمة للعمل على استقطاب هؤلاء المراهقين وتهديد هويتهم الوطنية والتي من بينها، تطبيق «تيليجرام» بسبب كونه مشفر وتطبيقات سيجنال وثريما، إضافة لمنصات التواصل مثل جروب «فيسبوك» والصفحات غير المعروف مصدرها والألعاب الالكترونية المختلفة خاصة ألعاب العنف وتبادل إطلاق النار.
أساليب المواجهة والحلول الممكنة
العمل على كشف المشكلة يعد جزءًا من العلاج، ذكر المختصون عدة خطوات يمكنك من خلالها معرفة إن كان ابنك يتعرض لهذه الأفكار من خلال هذه المنصات
1- ملاحظة التصرفات الغريبة: قضاء أوقات مبالغ فيها على هذه الألعاب والتحدث مع اشخاص مجهولين الهوية بالنسبة للأسرة.
2- الانعزال: يعمل المراهق في هذه المرحلة على تجنب الانخراط مع الأسرة وتفضيل الوسائل الرقمية، وتجنب التجمعات الأسرية.
3- ردود الأفعال: يمكن للأسرة ملاحظة ردود أفعال هذا الابن تجاه بعض المواقف، كعمل فني يتحدث عن الإرهاب أو ازدياد ردود أفعاله العنيفة والحادة.
4- الاستعانة بالمختصين: يوفر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف المساعدة لهؤلاء الشباب عن طريق طرق مختصه، ويمكن للجميع التواصل معهم عن طريق منصاتهم الرقمية.
5- المشاركة: مشاركة أفراد العائلة في المنصات الرقمية والألعاب مع هذا الابن، إضافة لتحديد استخدام هذه المنصات من خلال العائلة وعد السماح باستخدامها لأوقات طويلة أو بشكل منعزل عن العائلة، وزيادة الأنشطة الخارجية للمراهقين للحد من استخدامهم المتزايد لهذه المنصات الرقمية.
6- التفكير النقدي: تعزيز عملية التفكير النقدي لتجنب الانسياق وراء هذه الأفكار.
7- الوعي: رفع الوعي ومحو الأمية الرقمية لتجنب الانسياق وراء الصفحات المجهولة واللجان الالكترونية، إضافةً لزيادة الوعي بالفتاوى الدينية وتربية النشء على المصادر الرسمية للتشريع؛ ما يحد من آخذ الفتاوى ممن دون هذه المصادر.