الانزلاق بالحمام والسقوط على أرضيته من الحوادث المتكررة التي تحدث للعديد من الأشخاص، لطبيعة الأرضيات مع احتمالية وجود مياه على الأرض، وغالبًا ما تكون هذه الحوادث عابرة ولا تترك أثرا على الإنسان، غير أن الأمر يختلف تمامًا بالنسبة لكبير السن، إذ أن نفس قوة الانزلاق التي قد لا تؤثر على الشباب على سبيل المثال قد تكون بداية لتدهور حالة المسن لينتج عنها مضاعفات خطيرة قد تؤدي للوفاة.
وأوضحت الدكتورة هبة محمد عز العرب، استشاري أول طب المسنين دكتوراه طب المسنين جامعة عين شمس، في حديثها لـ«الوطن»، أن الانزلاق والسقوط على الأرض وخاصة بأرضية الحمامات تختلف في حجم أضرارها حسب عمر الشخص وحالته الصحية، إذ ينتج عن نفس شدة الانزلاق مضاعفات مختلفة بين الأشخاص، لافتة إلى مخاطر تعرض المسنين للانزلاق كونهم بنسبة كبيرة يكون لديهم هشاشة بالعظام فينتج عن الانزلاق كسر بالحوض أو بالفخذ ومضاعفات متعددة، ليستقر به الحال بوضع النوم على السرير لعدم قدرته على الحركة لفترات طويلة.
وأضافت استشاري أول طب المسنين أن الكسور الناجمة عن انزلاق المسنين قد تتطلب التدخل الجراحي، مشددة على ضرورة أن يوافق ذوي المسنين على إجراء عمليات جراحية المطلوبة إذ أن تأخيرها أو عدم الموافقة على إجرائها خوفًا من عمر المسن المتقدم ينتج عنه مضاعفات خطيرة.
وكشفت «عز العرب» عن أن خطورة الانزلاق لكبار السن تكمن في رقودهم فترات طويلة بالسرير، إذ تؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية للمسنين، إضافة إلى تأثيرها الشديد على وظائف الجسم بصورة عامة، فضلًا عن الإصابة ببعض المضاعفات مثل هشاشة العظام والحصوات وقرح الفراش واضطراب الذاكرة واضطراب السلوك، نظرًا لعدم وجود أي تحفيز للحواس وعدم وجود تفاعل مع الآخرين لتنشيط للذاكرة.
وتابعت استشاري اول طب المسنين أن الرقود الطويل نتيجة الإصابة بالكسور تعمل على تذبذب الحالة الصحية لأصحاب الأمراض المزمنة، كونها تؤثر على الكبد والكلى ومعدلات السكري وضغط الدم بالجسم، مؤكدة على مخاطر الانزلاق والإصابة بالكسور على الوظائف الحركية والوظائف الفيزيائية للجسم ووظائف المخ والتفكير، وهو ما قد يصيب المسنين بالهذيان وتشتيت الذهن.
وفرقت «عز العرب» بين الإصابة بآلزهايمر والإصابة بتشتيت الذهن واضطراب السلوك، إذ أن اضطراب الذهن له أعراض متشابهة مع آلزهايمر في النسيان وعدم القدرة على التذكر والهذيان والإجابات غير المرتبطة بالحديث المثار، وعدم قدرته على تكوين الجمل بصورة صحيحة، غير أنه يحدث فجأة كأن يكون المريض سليما تمامًا ويصاب بها بعد أسبوع على عكس الزهايمر الذي يمر بمراحل عديدة.
ولفتت استشاري طب المسنين إلى أن الرقود الطويل للمسنين بعد الانزلاق والإصابة بالكسور، خاصة أولئك الذين يمكثون بالرعايات المركزة بالمستشفيات أكثر عرضة للإصابة باضطراب السلوك، وعدم وجود ذويهم بجانبهم، ولعدم تميزهم بين النهار والليل، ووجودهم بغرفة مليئة بالأسرة والأشخاص ومضاءة طوال الوقت، وهو ما يؤثر على جودة النوم لديهم وبالتالي قدرتهم على تمييز الأشخاص، إضافة إلى تأثيره على الشهية لتناول الأطعمة، مؤكدة أن حالة اضطراب السلوك تستمر من أسبوع إلى شهر بعد الخروج من الرعاية المركز أو القدرة على الحركة مرة أخرى.
ونوهت «عز العرب» بأن المسنين الذي أصيبوا باضطراب السلوك يكونون أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر بالمستقبل، مشددة على أهمية وجود مساند بكل أجزاء المنزل والحمام الذي يستخدمه المسنون، وتوزيع قطع سجاد مقاوم للانزلاق بمطاط يتم تثبيتها على الأرضية، بوضع السجاد بالحمامات وبموضع القدم بدش الاستحمام، مع مراعاة اختيار سجاد بخاصية الشفط للحماية من خطر الانزلاق في الحمام، كاشفة عن أن مضاعفات الكسور التي يعاني منها المسنون قد تؤدي للإصابة بقرح الفراش أو الوفاة.