يتلقى الأشخاص أخبار وفاة المقربين بصور متباينة، فالبعض يتقبل الأمر ويظهر من سلوكه الهدوء ثم يستمر بهذا الثبات أو يبدأ بالانهيار بمراحل لاحقة، والبعض الآخر يتملكه الحزن الشديد وقد تستمر هذه الحالة فترات طويلة، ليجد الشخص نفسه غير قادرا على التخلص منها فيما بعد ليبقى طوال حياته يشعر بالحزن الدفين على فقدان الشخص المتوفي.
وأكد الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي، أن الحياة تتضمن العديد من الأخبار السارة والحزينة للإنسان، فما بين النجاح والفشل والإقبال والإحجام، والولادة والوفاة والفرح والحزن يكتسب الإنسان العديد منة الخبرات المكتسبة المتباينة والمتضاربة، التي تشكل سلوك الإنسان وتؤثر على حالته النفسية.
أخبار الوفاة من أصعب المشاعر التي تصيب الإنسان بالأمراض
وتعد الوفاة من أصعب المشاعر التي تصيب الإنسان بالأمراض، فشعور الشخص، أن قريب منه أصبح تحت التراب ولن يتمكن من رؤيته مرة أخرى، تكون من أقسى الخبرات التي يتعرض لها الأفراد، كونها يترتب عليها الإصابة بمجموعة من الأمراض سواء الصحية أو النفسية أو البدنية التي تظل تلازمه لفترات طويلة جدا وقد تظل معه لابد الدهر والزمان، بحسب ما أكد استشاري الطب النفسي لـ«الوطن».
تجاوز الآثار النفسية الناتجة عن سماع أخبار الوفاة يحتاج مهارة خاصة
مهارة خاصة يحتاجها الإنسان لتجاوز أخبار الوفاة للتخفيف من حدتها، كونها أحد أبرز الأخبار المؤلمة جدًا، وفقًا لـ«هندي»، كاشفًا عن أن إبلاغ الأشخاص بأخبار وفاة الأشخاص المقربين منهم، قد يصيب الجسم بمجموعة من الأمراض التي قد تكون وقتية وأبرزها ضعف الجهاز المناعي بمجرد سماع الخبر، إذ يصاب الجهاز المناعي بالوهن وهو ما يؤدي للإصابة بالأمراض والالتهابات.
أبرز الأمراض التي تصيب الإنسان نتيجة الحزن
ووفقًا لإحدى الدراسات العلمية التي أجريت على 249 شخصا فقدوا أطفالهم، وجد أن هؤلاء الأشخاص أصابهم 404 أمراض حاد في السنة الأولى من وفاة أبنائهم، وأبرز هذه الأمراض التي أصيبوا بها نتيجة شعور الفقد و تلقي خبر الوفاة والصدمة النفسية المترتبة عليه، كانت الإنفلونزا الحادة ونزلات البرد التي أصابتهم بكثرة خاصة خلال السنة الأولى، بحسب ما ذكر استشاري الطب النفسي.
وتابع «هندي»، أن هناك عدد من الأمراض التي تصيب الإنسان نتيجة الحزن بعد سماع أخبار الوفاة، مثل الصداع سواء الصداع النصفي أو المزمن أو القلق المزمن، فضلا عن التهابات وبعض الأورام والاكتئاب والذبحة الصدرية وآلام شديدة جدا في الصدر، إضافة إلى بعض المشاكل بالقلب، إذ يزيد الشعور بالحزن على فقد حزين من خطورة الإصابة بنوبة قلبية بمعدل 21 مرة عن الشخص العادي في الساعات الأولى والأيام الأولى لتلقي الشخص خبر الوفاة.