«الحرب خدعة».. جملها أتقنها وبرهن عليها الكيان الإسرائيلي في حربه الغاشمة على غزة، إذ استخدم وسائل المكر والخديعة كافة؛ لإدراك الأشقاء في فلسطين، رغم قوته وسطوته والإمدادات المتواصلة من الأسلحة والذخيرة.
كيف تدخل الذكاء الاصطناعي في الحرب على غزة؟
يبدو أن الأسلحة والصواريخ لم تكن كافية على مدار 17 يومًا، لتصفية أهالي غزة، الذين يجدون ملاذهم الآمن من الموت، الذي يلاحقهم يومًا تلو الآخر دون تمييز، إذ اتجه الكيان الإسرائيلي إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، للوصول إلى أماكن اختباء أهالي غزة.
الكيان الصهيوني يتلاعب بأصوات الفلسطينيين، من أجل الوصول إلى أماكنهم وقصفها، وذلك من خلال الاستعانة بالرسائل الصوتية التي ترسل لأهالي المواطنين في غزة بالخارج، للحصول على بصمة الصوت وإعادة التواصل معهم من أجل الحصول على أكبر قدر من المعلومات، مثلما سردت الإعلامية الفلسطينية نجوي قطيفان.
المهندس خالد يسري، الخبير التقني لتكنولوجيا المعلومات، في حديثه لـ«الوطن»، أكد أن هذه التقنية متاحة بالفعل وتكلفتها مرتفعة للغاية، لا تستخدم من قبل أفراد في الأغلب، لكنها تقتصر على الأهداف الكبيرة في الحروب أو ما شابه، لذلك يجب على الشعب الفلسطيني توخي الحذر من مثل هذه التقنيات.
وعن طرق تفادي الدخول في متاهات استخدام بصمة الصوت، أكد يسري على ضرورة اللجوء إلى التطبيقات المشفرة، التي تتيح لمستخدميها نسبة أمان كبيرة، مثل تطبيق «SIGNAL»، الذي يحمل شفرات تمنع استغلال بصمة الصوت أو تداول المعلومات الخاصة بالأفراد، والابتعاد عن برامج الماسنجر الخاص بفيسبوك.
استغلال الذكاء الاصطناعي والحصول على بصمات الصوت من أجل استغلالها في عمليات غير إنسانية أو أخلاقية ليس بالأمر الجديد، لذلك يجب توخي الحذر وعدم إرسال أي معلومات مهمة عبر التطبيقات غير المشفرة، إلى جانب التأكد من ماهية الشخص المتصل حتى وإن حمل نفس أصوات أفراد العائلة، وذلك من خلال توجيه بعض الأسئلة الخاصة التي قد تكشف حقيقة المتصل، بحسب خالد يسري.
وأضاف: «هذه التقنية لا تحتاج إلى وقت، لكنها تحتاج إلى مبالغ طائلة، خاصة أنها دقيقة للغاية ويصعب التعرف عليها، باعتبارها لا تعتمد على الصوت فحسب، لكنها تعتمد أيضًا طريقة نطق الأشخاص لكل الحروف، لذلك يجب استجواب المتصل جيدًا، إلى جانب زيادة الوعي في ظل انتشار تلك التقنية في الفترة الأخيرة».
ليلة دامية، قد تصنف الأعنف على غزة، منذ اندلاع الحرب، يوم 7 أكتوبر الجاري، أحداث عنف متسارعة، قصف لا يتوقف من كل حدب وصوب، وعشرات الضحايا داخل غلاف غزة، في ظل استمرار العمليات العدائية من جانب الكيان الإسرائيلي.
«الليلة الأعنف على فلسطين».. في اليوم الـ17 من القصف المتواصل، لم يكن كسابقيه، رغم حصد آلاف الضحايا من شهداء غزة، على مدار الأيام المنقضية، في ظل مواصلة استهداف المستشفيات، عقب قصف محيط مستشفى القدس الذي يحتمي به 12 ألف نازح فلسطيني، إلى جانب استهداف محيط مستشفى الشفاء، بحسب قناة «القاهرة الإخبارية».
تهديدات وتحذيرات منذ ما يقرب من 48 ساعة
تهديدات وتحذيرات منذ ما يقرب من 48 ساعة، من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي نادى بإخلاء مستشفى القدس، الذي يحتمي به آلاف النازحين، بينما يحمل مئات المصابين نتيجة القصف المتواصل على غزة، على مدار 17 يومًا.
القصف الغاشم على قطاع غزة، تسبب في تدمير نسبة تزيد عن 42% من الوحدات السكنية، نتيجة القصف جواً وبراً وبحراً، منذ 7 أكتوبر، لتؤكد وسائل الإعلام الفلسطينية أنها الليلة الأعنف على غزة.