في العصر الرقمي، غزت وسائل التواصل الاجتماعي أدمغة مليارات البشر، وتعددت تأثيراتها على الكثير من جوانب حياتنا، إذ تخطت حدود كونها مصدر ترفيهي أو معلوماتي، بل أصبحت تشغل وقتنا وخلقت تقصيرًا في الحفاظ على أوقات الصلوات والعبادات، خاصة في شهر رمضان المبارك.
السوشيال ميديا والعادات الروحانية
أصبح البشر منخرطين في التكنولوجيا الرقمية، إذ غزت كل صدع وشق في الحياة اليومية، بجانب عدد الساعات الطويلة التي يقضيها الشخص على الإنترنت، والتي بدورها عملت على تقييد دور الدماغ في التفكير والتأمل، فبحسب موقع «thomasmcdaniels»، يقضي الشخص العادي 705 ساعات في العام على وسائل التواصل الاجتماعي.
بجانب المشاكل المرضية التي قد تسببها لنا وسائل التواصل الاجتماعي عند قضاء ساعات طويلة عليها، مثل ضعف النظر، تؤثر هذه المواقع أيضًا على علاقتنا الروحانية مع الله، فوفقًا لموقع «Digital Commons Cedarville»، فإن هناك علاقة قوية بين التقصير في أداء الأمور الروحانية كالصلاة وأشكال العبادة المختلفة و«السوشيال ميديا»، فهذه الوسائل تشجع العادات السيئة التي تؤثر على تركيزنا وإنتاجيتنا وانشغالنا وتفاعلاتنا الشخصية، تؤثر هذه التغييرات في معالجة أدمغتنا أيضًا على حياتنا الروحية.
تجعل هذه الوسائل الطاقة الروحانية أكثر تشتيتًا، وتشغل العقل عن الأمور الدينية، وتؤثر على علاقتنا مع الله، إذ استخدم البشر الإنترنت دون إدراك واع لكيفية تغييرها لحياتهم ووظيفة أدمغتهم وهو ما شرحه أستاذ الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا، جاري سمول، الذي قام بعمل دراسة لمعرفة الطريقة التي يمكن من خلالها التأثير على طاقتنا الروحانية بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي.
العلاقة بين استخدام الإنترنت لفترات طويلة والعلاقة الروحانية مع الله
وجد «سمول» أن القشرة الجبهية الظهرية في الدماغ تُستخدم بشكل مكثف أثناء استخدام الإنترنت، وهي مقر اتخاذ القرار والذاكرة قصيرة المدى وحل المشكلات في المخ، كما أنها المسؤولة عن الانفعالات والانتباه والتركيز وتوجيه أفكارنا وتحديد الأولويات.
أوضح أستاذ الطب النفسي أنه عندما تكون هذه المنطقة من الدماغ مثقلة باستخدام التكنولوجيا، تتضاءل قدرتها على توجيه الوظائف الأخرى، وهو شيء أشبه بالحمل المعرفي الزائد، بحسب كما أطلق عليه «سمول»، وهو ما يجعل من الصعب التركيز، والتحكم في الدوافع، واتخاذ القرارات لاستخدام وقتنا بحكمة، ويعوق نقل المعلومات من الذاكرة القصيرة إلى الذاكرة طويلة المدى.
وجد «سمول» أن الحمل المعرفي الزائد سببًا كافيًا لتشتيت انتباهنا وتركيزنا عن عبادة الله، ما أثر على حياتنا الروحانية.
وبحسب الخبير التقني، إسلام غانم خلال حديثه لـ «الوطن»، فمواقع التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير في حياتنا، وخاصة الروحانية، ولكن يمكن تقليل سيطرتها علينا، أو على الأقل منع هذه الوسائل من التداخل في علاقتنا مع بعضنا البعض بعدة طرق، مثل استخدام تطبيق يحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ضبط المنبه على هاتفك لأوقات الصلاة، إيقاف تشغيل إشعارات الهاتف في أوقات الصلاة، ووضع التطبيقات التي تسرق أغلب وقتك ادخل مجلدات.