كان اللقاء الأول بينهما في مدرجات كلية الإعلام جامعة القاهرة، إذ جلس «أحمد» بجانب «همت»، فرأى بيدها مجموعة من الملخصات والمذكرات فطلب منها تصوير نسخة له، ليكون هذه أول حديث بينهما، إلا أنه اختفى فجأة ولم يلتقيا وبعد مرور أكثر من شهر عاود «أحمد» الظهور ليكشف لها أنه تغيب بسبب وفاة والدته وتعرضه للكثير من المصاعب لإقامته وحيدًا، لتتعاطف «همت» مع ظروفه الأمر الذي جعلها تبادر بمعاونته على المذاكرة.
وفاة الأم ثم فقدان البصر
انتهى العام الدراسي وبعد عدة أشهر تفاجأت «همت» بزميلها أحمد حيدر يطلبها للزواج، بعد أن لمس بها حسن الخلق وحبها لمساعدة الآخرين، فوافقت همت وتزوجا وعاشا حياة زوجية سعيدة بعد أن رزقا بأطفالهما إلا أن القدر كان رأي آخر، إذ فقد أحمد بصره فجأة بعد أن ظل فترة يشتكي من وجود غمامة أمام عينه، واختلف الأطباء على السبب إذا ما كان ضمور بالإبصار أو عشى ليلي، بعد خضوعه لعملية كانت تستهدف تحسين البصر الذي كان يقتصر على مشاهدة الضوء بنسبة 20% ليصاب بفقدان تام للإبصار.
«همت» تعرض على الأطباء التبرع بعينها لزوجها
«كنت عايزة اديله عيني».. بهذه الكلمات بدأت همت صلاح حديثها لـ«الوطن»، لافتة إلى أنها طلبت من الأطباء أن تتبرع لزوجها بعين من أعينها، حتى يرى أبنائهما «غادة ومحمد ويوسف وسندس» الذي لم يعد يتمكن من رؤيتهم، غير أن الأطباء أخبروها أن الأمر غاية في الصعوبة لارتباطه مرضه بأعصاب المخ.
الرضا والعمل والنجاح رغم الظروف الصعبة
وبرضا تام تقبل محمد وهمت مصابهما الجلل، وبدأ «محمد» في استبدال عمله بالمقاولات الذي كان يحقق به نجاحا كبيرًا لمهنة أخرى وهي عمل معجون البلاستيك بالمنزل وبرع فيه رغم فقدان البصر، «محمد مكافح جدًا مرديش يطلب معاش منذ فقدان بصره من 13 عامًا وبرع بعمله بالمعجون»، مشيرة إلى أن أحلامهما أصبحت قاصرة على العوض في أبنائهما بتحقيق أحلامهم في الدراسة.