تمثال ضخم يتوسط شوارع طوكيو للكلب «هاتشيكو» الذي ضرب أسمى معاني الوفاء، إذ ظل ينتظر أمام قبر صاحبه على مدار الـ10 أعوام، ويعيد التاريخ نفسه مرة أخرى بعد تداول صورة لأحد الكلاب يغلب الحزن على ملامحه، وظهرت عليه علامات الضعف والإرهاق التي جعلت جسده نحيلًا غير قادر على الحركة على الإطلاق، الأمر الذي أثار تعاطف عدد كبير من رواد التواصل الإجتماعي لتقديم يد العون له ومساعدته.
«صاحبة المواقف الصعبة»، هكذا يطلق عليها الجميع، إذ أن سمر سعيد، 29 عامًا، تعمل في مجال الرفق بالحيوان كمتطوعة منذ ما يقرب من 9 أعوام وما زالت مستمرة حتى الآن، تسعى دوما لإنقاذ الكلاب ذات الحالات الحرجة، فصادفها مساء أمس قصة كلب مات صاحبه فوقف أمام قبره طوال أسبوع حزنا عليه، استجمعت «سمر» قواها وذهبت إلى المقابر في وقت متأخر لتجد الكلب هزيلًا وحزينا على فقدان صاحبه ورفيقه الوحيد، فحرصت على إنقاذه وإيداعه في أحدى جمعيات الرفق بالحيوان.
قصة الكلب «هاتشيكو»
منشور على جروبات الرفق بالحيوان على الفيس بوك تم تداوله بشكل كبير خلال الساعات الماضية، تشير إلى تواجد كلب أمام قبر صاحبه على مدار أسبوع كامل دون طعام أو شراب، فبعد الإنتهاء من دفن أحد الأشخاص ورحيل الجميع ظل الكلب الرفيق الأخير لصديقه بعد الوفاة.
تحكي «سمر» لـ«الوطن»: «تواصلت معي صاحبة البوست وطلبت مني أدخل وأساعد الكلب، وأنا كنت وقتها بساعد حالة تانية، وبعدها اتحركت بسرعة ناحية المقابر في وقت متأخر بالليل، ولقيت الكلب في حالة صعبة قوي مقدرتش أستحملها».
مساعدة إنسانية
أطلقت «صاحبة المواقف الصعبة» على الكلب نظرًا لوفائه الشديد اسم «هاتشيكو» لأنه يذكرها بقصة الكلب الشهير الذي ظل يرافق صاحبه أمام قبره طوال 10 أعوام، مؤكدة أن الكلب الذي أنقذته كان موجودًا في الجزء الأخير من المقابر: «قالي حد من الموجودين هناك أن الكلب ده مشهور قوي هنا، وبقاله أسبوع على قبر صاحبه وحاولت أفهم ايه اللي حصل قالوا لي إحنا مستغربين وجوده أصلا الفترة دي كلها دون أكل أو شرب».
دخلت «سمر» المقابر بمفردها لإنقاذ الكلب في ساعة متأخرة من الليل، لتجد الكلب أمام قبر صاحبه مستسلمًا هزيلًا تكسوه علامات الحزن، فهو من نوع «جولدن» الذي يعرف عنها الوفاء بشكل كبير، فحرصت على احتضانه لإعطائه الأمان الذي حرم منه بمجرد وفاة صاحبه، ومن ثم وضعه داخل إحدى جمعيات الرفق بالحيون في مكان مخصص له، وتقديم له كافة أوجه الرعاية: «كل 3 كيلو من كتر الجوع اللي كان فيه وبعدها فضل قاعد في الأوضة بتاعته، وبنحاول نحسن من نفسيته على قد ما نقدر».