تمضي مشاهده الفنية على عين المشاهد ككرة بين أقدام أمهر لاعب، ممتعة، سريعة، رشيقة، ولا يمل منها، كلما أكثر منها وقدم أعمالا عديدة كلما أبرزت مهاراته الفنية بشكل أكبر، وكشف لجمهوره عن جوانب أخرى في شخصيته الفنية غير ظاهرة، لذا بعد سنوات من العمل والنجاح أصبح الفنان نور الشريف، واحدا من عظماء الفن المصري على مدار تاريخه، والذي تحل اليوم 11 من أغسطس الذكرى الثامنة لوفاته عام 2015.
ما لا يعرفه الكثيرون عن الفنان الراحل نور الشريف، هو حبه لكرة القدم بشكل كبير، بل أنه كان لاعبا في فريق نادي الزمالك وهو صغير، ظل هناك لفترة ليست بالهينة يمارس كرة القدم، التي كانت آنذاك هوايته الأولى، وهو ما حكاه بنفسه في لقاء تليفزيوني سابق: «في الزمالك كنت دفعة حمادة إمام وطه بصري».
نور الشريف.. شحاتة أبو كف
محمد جابر محمد عبد الله، هو الاسم الحقيقي للفنان نور الشريف، ذلك الشاب الذي سار بالتوازي مع حلم كرة القدم، في سعيه وراء التمثيل والنجومية، حتى أصبح ابن حي الخليفة شابا يافعا والتحق في معهد السينما، وهنا كان أمام خيارين لا ثالث لهما، إكمال مسيرته الكروية أو الفنية.
لم يأخذ القرار وقتا طويلا من النجم الراحل، فقرر سريعا ترك مجال الكرة والتركيز في الفن، لحسن حظ جمهوره الذي شاهد خلال سنوات عمله أعمال فنية مميزة من مسلسلات وأفلام ومسرحيات، شكلت إرثا فنيا كبيرا في الفن المصري والعربي: «لما دخلت معهد تمثيل كان صعب أجمع بين الكرة والتمثيل، فتفرغت للفن».
ولعل حب نور الشريف لكرة القدم وإجادته لممارستها دفعه وحمسه لتقديم دور «شحاتة أبو كف» في فيلم «غريب في بيتي» أمام السندريلا سعاد حسني، والذي جسد خلاله حياة لاعب كرة قدم من الأقاليم ينتمي لفريق الزمالك، ويسعى لمواجهة أضواء المدينة بإغراءاتها المختلفة، ولم يكن الكثيرون يعلمون أنه إذا أكمل مسيرته الكروية ربما أصبح «شحاتة أبو كف».
حكاية نور الشريف مع كرة القدم
حب «الشريف» لكرة القدم لم يتوقف حتى بعد تقدمه في العمر والتوقف عن ممارستها، بل ظل يشاهد ويتابع المباريات المصرية والأوروبية، وتحدث سابقا عن حبه للعديد من الفرق العالمية: «بتفرج على دوريات أوروبية، وبحب في إنجلترا مانشستر يونايتد وتشيلسي، أما في إسبانيا ريال مريد، وفي ألمانيا بايرن ميونيخ، وفي إيطاليا يوفينتوس وأودينيزي الذي احترف به حمادة إمام».
أما عن رأيه في كرة القدم وقت جيله، فعبر عنه خلال جلسة حوارية جمعته مع الراحلين فريد شوقي ويونس شلبي والمطربة سميرة سعيد، قائلا: «الهواية والممارسة كانت أكتر زمان من المشاهدة في التليفزيون، لعيبة زمان كانوا أفضل، كانوا بيلعبوا للهواية ومكانش في كم الفلوس الموجودة دلوقتي، والجمهور كان بيشجع ويتحرق دمه من المدرجات، مش قدام شاشات التليفزيون».
وأضاف الراحل نور الشريف: «العصر الذهبي للكرة في مصر لما كان في إدارة حازمة، ويجب أن يحصل اللاعب الذي يجيد على مكافأة، وأنه كلما كان هناك احتراف كان هناك انضباط».