يعاني الكثير من الأشخاص من النوم غير المنتظم، والساعات المتقطعة، بينما قد تزيد المعاناة مع قلة النوم بشكل مستمر، إذ يلازم الشعور بالصداع هؤلاء الأشخاص، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يصل لقلة التركيز، وعدم السرعة في إنجاز المهام، فضلًا عن الوهن الدائم.
وتأتي على رأس القائمة، تأثير قلة النوم على الدماغ والصحة العقلية، إذ يعاني الشخص من مجموعة من المشكلات العقلية التي تؤثر سلبًا على حياته، وتعد أحد التأثيرات الرئيسية لقلة النوم هو زيادة مستويات القلق والاكتئاب.
دراسة جديدة تكشف ضرر قلة النوم
وأظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من نقص في النوم يكون لديهم ميول أكبر لتطوير القلق والاكتئاب بالمقارنة مع الأشخاص الذين يحصلون على كمية كافية من النوم، يعود ذلك جزئيًا إلى تأثير قلة النوم على الهرمونات والتوازن الكيميائي في الدماغ، ما يؤثر على المزاج والحالة العقلية للفرد.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر قلة النوم أيضًا على التركيز والانتباه، فالشخص الذي يعاني من نقص في النوم قد يجد صعوبة في التركيز خلال النهار ويعاني من انخفاض في مستويات الانتباه، ما يؤثر على أدائه في الأنشطة اليومية مثل العمل أو الدراسة.
بشكل عام، يمكن أن تؤدي قلة النوم المزمنة إلى تدهور شامل في الصحة العقلية، وقد تكون لها تأثيرات طويلة الأمد على العافية العامة للشخص، لذا، من الضروري توعية الناس بأهمية الحصول على كمية كافية من النوم للحفاظ على صحة عقلية جيدة وتقليل خطر تطور مشكلات صحية عقلية وذلك وفقا لما نشر على موقع «National Institutes of Health» .
ووفقًا لما ذكرته الدراسة، يُعاني الفرد الذي يلازمة قلة النوم، من تغير في عدة جوانب بيولوجية في جسده، ما يؤثر بشكل كبير على صحته العامة، ويُلاحظ وجود تأثير واضح على مستويات الهرمونات الحيوية، حيث يزيد إفراز هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر، ويقل إفراز هرمون الغريلين المرتبط بالشعور بالجوع، بينما يتأثر هرمون اللويبتين الذي يلعب دورًا في الشبع.
ما علاقة الجوع بقلة النوم؟
تزيد هذه التغيرات الهرمونية من إحساس الشخص بالجوع وتأثيره على الوزن، بالإضافة إلى ذلك، تنعكس قلة النوم على الوظائف العقلية، مثل التركيز والذاكرة، حيث يصعب على الشخص الحفاظ على أداء عالي المستوى. تظهر آثار ذلك أيضًا على مستوى العواطف، حيث يزيد من المشاعر السلبية مثل التوتر والقلق والاكتئاب.
تتجلى هذه التأثيرات بشكل واضح في الحياة اليومية، حيث يصبح التفاعل مع الآخرين أكثر تعقيدًا، وقد يتسبب في تدهور العلاقات الاجتماعية، فهذا السيناريو يبرز الحاجة الملحة لتوعية الأفراد حول أهمية الحصول على نوم كافٍ للحفاظ على التوازن البيولوجي والعقلي والعاطفي، وتشجيعهم على اعتماد عادات نوم صحية.
كيف تعالج أزمة قلة النوم؟
ولضمان جودة النوم وعلاج مشاكله، يجب اتباع إجراءات وقائية وتوجيهات علاجية مهمة، ويُفضل تطبيق عدة خطوات لتحسين جودة النوم، مثل تحديد جدول ثابت للنوم وخلق بيئة ملائمة للراحة وممارسة الرياضة بانتظام، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للعلاجات المختلفة أن تساعد في تخفيف مشاكل النوم، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالأدوية، وينبغي مراجعة الطبيب لتقييم حالة الفرد وتقديم العلاج المناسب والتوجيه الملائم وفقًا لذلك.