في الرابعة فجرا، يستيقظ شاب على مشارف الثلاثين من عمره، مرتديا جلبابا بسيطا، وعقب دقائق وجيزة، يهرول إلى عربته الكارو، متنقلا بين أحياء وقرى مدينته، لجمع الكراتين والبلاستيك، ومع أذان صلاة الظهر، ينهي عمله البسيط، ويعود إلى منزله، ليتخلى عن ملابسه ويرتدي زيا رياضيا متجها ناحية صالة الألعاب الرياضية، لبداية تمريناته التي كانت سببا في حصوله على لقب أول الجمهورية في رياضة كمال الأجسام.
«علي» يكسب 150 جنيها في اليوم
علي الشرقاوي، ابن مدينة طنطا، شاب يكافح من أجل تحقيق حلمه بإمكانيات بسيطة، وفي نفس الوقت يسعى إلى كسب قوت يوم بالحلال، بممارسة مهنته التي شب عليها، دون شعور بالإحراج، حتى يستطيع مساعدة والدته ماديا، قائلا خلال حديثه مع «الوطن»: «أنا قدرت أحقق شوية بطولات، لكن الموضوع مكلف، والرياضة اللي بلعبها مفيش اهتمام بيها».
يحتاج «علي» لـ7 وجبات يوميا، حتى يستطيع الحفاظ على جسده، وهذا أمر يصعب توفيره بالنسبة له، كونه يكسب يوميا حوالي 150 جنيها فقط، يعطي جزءًا لوالدته، حتى يساعدها بعد وفاة والده، ويخصص جزءا لإطعام حصانه، من أجل استمراره في العمل.
بطل كمال أجسام يعتمد على الفول والفلافل
في ظل ظروف «علي» يحاول التأقلم مع وضعه، إذ يلجأ لتناول الفول والفلافل، عقب الانتهاء من تمرينه الذي يتعدى الساعة، وفي حال توافرت بعض الأموال، يشتري السمك بسعر مناسب، بحسب قوله: «أنا خاطب برضوا، وفاضل سنة على جوازي، مش عارف أتجوز، ولا أكمل في الرياضة اللي بقالي 12 سنة فيها، ولا أساعد والدتي مفيش إمكانيات».
ويرى مصطفى التميمي، مدرب في صالة الألعاب الرياضية، إن رغم الإمكانيات الضعيفة، استطاع «علي» تحقيق 6 بطولات، ويستغل جسده في رياضة كمال الأجسام، معبرا عن إعجابه به وتصميمه على تحقيق حلمه.
ويساعد «مصطفى» الشاب المكافح في ممارسة رياضة كمال الأجسام، منذ 6 سنوات، ومع تقربه منه حاول مراراً مساعدته، خاصة مع بساطته وتواضعه، وعدم إحراجه من ممارسة مهنته.