في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، تعرض المغرب لزلزال مدمر سجلت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، واستمرت هزاته نحو 30 ثانية، ما أسفر حتى الآن عن مقتل ما يزيد على 820 شخصًا وإصابة أكثر من 670 آخرين، وانهيار العديد من المباني، ما نشر حالة من الفزع والذعر بين السكان، ولم يكن هو الزلزال المدمر الأول الذي تعرض له المغرب؛ بل تعرض قبل أكثر من 60 عامًا لزلزال عنيف أدى إلى وفاة آلاف المواطنين.
قصة زلزال ضرب المغرب قبل أكثر من 60 عامًا
ووفقًا لِما ذكره موقع «هسبريس»، فإن المغرب يقع في منطقة عدم استقرار زلزالي، جعلته يتعرض لكثير من الهزات الزلزالية التي تفاوتت في درجة قوتها، وكان أبرزها زلزل مُدمر ضَرَب مدينة أكادير عام 1960، وأودى بحياة نحو ثلث سكان المدينة، كما تسبب في تشريد عشرات الآلاف وإحداث خسائر مادية فادحة، ما جعل وسائل الإعلام المغربية والعالمية وقتها تُطلق على الحدث «فاجعة أكادير».
ووقع زلزال أكادير المُدمر في الساعة 23:41 من ليلة 29 فبراير عام 1960، الموافق 2 رمضان 1379، وسجلت قوته 5.7 درجة على مقياس ريختر، كما استمرت هزاته من 12 إلى 14 ثانية، وتسببت في انهيار مفاجئ وتدمير للمباني والبنية التحتية، كما أنه أسفر عن مقتل نحو 15 ألف شخصًا «أكثر من ثلث سكان المدينة وقتها»، إلى جانب تشريد نحو 35 ألف آخرين، وقُدِر حجم الخسائر المادية التي سببها الزلزال بـ290 مليون دولار.
انهيار المباني على ساكنيها
كما تسبب زلزال المغرب عام 1960 والمعروف بـ«فاجعة أكادير» في انهيار المباني على ساكنيها، وتحولها إلى أكوام من التراب في لحظات قليلة، كما تصاعد غبار كثيف حجب الرؤيا، وانقطع التيار الكهربائي، وتعطلت إمدادات مياه الشرب، كما تسبب الزلزال في انقطاع خطوط الهاتف، مما جعل المدينة تفقد أي اتصال بالعالم الخارجي.
جدير بالذكر أن مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي، أكد وقوع زلزال المغرب على عمق 10 كيلومترات من سطح الأرض عند إحداثيات خط العرض 30961 درجة شمالًا وخط الطول 8413 درجة غربًا، لافتًا إلى أنه من المتوقع أن تكون هناك هزات ارتدادية خلال الساعات والأيام المقبلة.
داء استغاثة للتبرع بالدم
ووجّه مركز الجهوي لتحاقن الدم في مراكش، نداء استغاثة إلى المواطنين وسكان المدينة الحمراء للتبرع بالدم، مشيرًا إلى وجود نقص حاد تعاني منه المدينة الحمراء في هذه المادة الحيوية، وناشد الجميع بالالتحاق بالمركز الجهوي لتحاقن الدم المتواجد بالقرب من مستعجلات المستشفى الجامعي محمد السادس للتبرع بالدم اعتبارًا من صباح يوم السبت.
وتعاني المدينة الحمراء هذا الأسبوع من نقص حاد في أكياس الدم بسبب الظروف الاستثنائية والتطورات الأخيرة المرتبطة بجائحة «كوفيد-19»، وفقًا لِما قالته الدكتورة سميرة الفزاني، مديرة مركز الجهوي لتحاقن الدم في مراكش، خلال تصريحات صحفية، والتي أشارت إلى أن السلطات المحلية اتخذت تدابير استثنائية لمنع انتشار الوباء، ما أدى إلى زيادة الحاجة للدم، فضلًا عن وقوع زلزال قوي صباح اليوم أدى إلى مقتل ما يزيد على 632 شخصًا وإصابة أكثر من 320 آخرين، وبالتالي استهلاك المزيد من أكياس الدم.
انخفاض عدد المتبرعين
وأشارت «الفزاني» إلى أن عدد المتبرعين انخفض بشكل ملحوظ بينما يزداد الطلب على هذه المادة الحيوية، مناشدة المواطنين والسكان في مراكش بشكل خاص بالاستجابة بشكل كبير لهذا النداء لتعويض النقص الحاصل في أكياس الدم.