تستعد محافظة أسوان، لاستقبال المهتمين بالظاهرة الفريدة التي تلفت أنظار العالم يوم 22 أكتوبر من كل عام، إذ يشهد معبد أبو سمبل، تعامد الشمس على وجه قدس الأقداس رمسيس الثاني، في مشهد بديع يستمر محو 20 دقيقة.
ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني
يقول الدكتور بسام الشماع المؤرخ والمتخصص في علم المصريات، إنّ ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني كانت تحدث على معبد أبو سمبل قديمًا يومي 21 فبراير و21 أكتوبر من كل عام، وعندما نُقل المعبد في فترة الستينيات من مستواه إلى مستوى أعلى، أصبح نفاذ أشعة الشمس على المعبد، يحدث بعدها بيوم لتكون الظاهرة يومي 22 فبراير و22 أكتوبر من كل عام.
وبحسب حديث «الشماع» لـ«الوطن»، فإنّه لا يوجد نص مصري قديم أو أي إشارة على بردية، تقول إنّ هذا اليوم الذي يشهد تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني هو يوم تبوأه لعرش مصر ويوم عيد ميلاده، ولكن النظرية الأقرب إلى قلب العديد من العلماء هو أنّ هذين اليومين لهما علاقة بالظواهر الزراعية والتقويم السنوي الزراعي.
وتتمثل عبقرية معبد أبو سمل بحسب المؤرخ في علم المصريات، هو أنّ المعبد الرئيسي ومعبد الزوجة هما معبدان منحوتان ولم يُجرى بنائهما مثل معبدي الكرنك والأقصر والأهرامات، كما جرى الاستعانة ببض علماء الدين والفلك والجيولوجيا في الحضارة القديمة حتى يعيش المعبد إلى الأبد، وعندما تدخل الشمس إلى المعبد في خط مستقيم تنير قدس الأقداس والتماثيل المنحوتة بالداخل.
ويضم معبد أبو سمبل أربعة تماثيل في قدس الأقداس، من اليمين نجد تمثال «رع حور أختي» وهو عبارة عن جسم إنسان ورأس صقر، وبجانبه تمثال رمسيس الثاني يرتدي تاجًا «خبرش» وهو تاج النزال العسكري الذي كان يرتديه الملك أثناء الحروب، وجانبهما تمثال على رأسه ريشتان يُعرف بـ«آمون رع»، أما التمثال الرابع فهو رجل مكسور الرأس وهو المعبود «بتاح»: «أثناء عملية تعامد الشمس بنلاقي رمسيس التاني بينور ورع حور أختي بينور وآمون رع بينور، لكن بتاح مبينورش وده مش دليل إنّ الظاهرة مش ناجحة، ولكن المعبود ده كان من ضمن صفاته وألقابه أنّه له علاقة بالظلام، فـ عبقرية المصري القديم لما نحت المعبد، عمله بزاوية معينة عشان أشعة الشمس متنورش بتاح لأنّه من الظلام، وده كان معجزة فلكية في البناء».
وحركة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني لم تكن تعتمد على أساس ديني فقط، وإنما ترتبط بالتماثيل الثلاثة الموجودين بجانبهما، إذ يُلاحظ أنّ أكتاف التماثيل الأربعة جميعها في مستوى واحد: «الحركة دي معناها أنّ رمسيس الثاني كان بيساوي نفسه بالمعبودات وحاطط كتفه في كتفهم، فـ لما هو ينور والمعبودات اللي جنبه ينوروا كأنّه بيقول أنا منهم، أنا من المعبودات».
رمسيس الثاني لديه 100 ابن وابنة
وتتضمن واجهة المعبد الرئيسية للمعبد، صورة عائلة رمسيس الثاني وهي الأم والزوجة والأبناء، جرى نحتهما بجانب قدمه، إذ تزوّج رمسيس الثاني بأكثر من امرأة وكان لديه حوالي 100 ابن وابنة: «فيه علماء بيقولوا 100 وفيه بيقولوا 90 وفيه علماء بيقولوا أكتر من 100 ابن وابنة من الذكور والإناث».
ويقول «الشماع» إنّ عملية نقل المعبد الرئيسي والمعبد الثاني الخاص بالزوجة استمر 4 سنوات من 1964 وحتى 1968، وبلغت تكلفة نقله حوالي 40 مليون دولار، بسبب بدء تكونّ بحيرة ناصر وراء السد العالي والمعبدين تجنبًا لغرقهما، ضمن عمليات الإنقاذ التي تمت لعدد كبير من الآثار المصرية في الجنوب.