مغامرة جديدة ومختلفة من نوعها، تعيشها فيرا محمود لأول مرة في جزيرة سفالبارد التابعة للنرويج، وهي آخر مكان يصلح للعيش في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية، لم ترَ خلالها الظلام طيلة مدة إقامتها في الجزيرة نظرًا لأنّ الشمس هناك لا تغيب أبدًا.
الشمس في «سفالبارد» لم تغِب أبدًا
فيرا محمود تروي لـ«الوطن» كواليس المغامرة التي بدأتها قبل 10 أيام في سفالبارد، التي اختارتها نظرًا لطبيعة جوها الذي يختلف عن مصر وأوروبا كثيرًا خلال هذا الوقت من العام بسبب الطبيعة الجغرافية: «الجو حر أوي دلوقتي وأنا اختارت المكان ده خاصة أنّ أوروبا بقيت شبهنا في الجو، والسفر في الحر بيكون فرهدة فبقيت بحاول أختار أماكن في الشمال».
بدأت الفتاة المصرية في زيارة مناطق الشمال في العام الماضي بدءًا من آيسلاند، وشمال النرويج التي شاهدت بها الشفق القطبي فـ ارتبطت نفسيًا بمناطق شمال الكرة الأرضية، وأرادت استكمال التجربة بمشاهدة شمس منتصف الليل في سفالبارد المُشرقة طوال 24 ساعة: «الجزيرة دي آخر حاجة على كوكب الأرض فيها ناس عايشة، بيني وبين القطب الشمالي بالظبط 1200 كيلو، فـ أنا أقرب للقطب الشمالي من أوسلو عاصمة النرويج، بتلاقي هنا في الصيف 24 شمس، وفي الشتا 24 ساعة ليل، والشفق القطبي بيظهر لما بتكون الدنيا ضلمة».
اختلاف التوقيت وشروق الشمس على مدار اليوم تسبب في حالة من الأرق لـ«فيرا» منذ وصولها إلى الجزيرة على الرغم من أنّ البيوت والفنادق مُجهزة بـ«البلاك أوت» الذي يُشعرك بالظلام خلال أوقات النوم إلا أنّ ذلك منعها من النوم بشكل طبيعي: «إحساسي أنّ الدنيا برة منورة مخي مش عارف يجيب إني المفروض أروح أنام، حتى الناس عادي خارجة بليل وبتفسح كلابها وماشيين في الشارع لكن المحلات بتقفل في معادها».
جزيرة سفالبارد يبلغ تعداد سكانها نحو 2000 شخص من جنسيات مختلفة، لم تغب الشمس دقيقة واحدة منذ أن وطأت قدما «فيرا» أراضيها، إذ كان المرة الأخيرة التي رأت عينيها الظلام في مطار القاهرة، ما جعلها تشعر بالحماس طيلة فترة إقامتها في الجزيرة: «أنا دايمًا بحب الأماكن اللي ممكن أتأمل فيها وأفكر في ربنا كتير».
الدب القطبي ينتشر على أرض الجزيرة
ومن المعروف عن الجزيرة أنّ الدب القطبي يعيش هناك بكثرة، وهو من النوع المتوحش الذي يمكن أن يفترس الإنسان، وهو ما يمنع «فيرا» التجول في شوارع معينة دون اصطحاب مرشد أو سلاح، إذ يمكن أن يتعرض الشخص للمحاكمة في حال التجول بالجزيرة دون سلاح مرخص: «عشان أقدر أشوف الدب القطبي لازم أطلع في رحلة بحرية في المحيط عشان هو بيكون دايمًا موجود على الشواطئ والتلج ولما جيت شوفت واحد وصورته من بعيد لأني مينفعش أكون قريبة منه لأنه بيفترس الإنسان».
حيوانات عديدة شاهدتها «فيرا» تعيش على أرض الجزيرة وطيور جديدة وغريبة قادمة من أنتراكتيكا، إذ تمتاز القرية باحترام الحيوانات فـ تجدها تتجول بجانبك في الشوارع: «الميزة هنا أنهم بيحترموا الحيوانات جدا وبيسيبوا كل حاجة على طبيعتها، يعني ممكن تلاقي غزالة الرنّة وتعالب الشمال ماشية جنبك عادي ومش مربوطة، أول ما جيت كنت خايفة شوية وبعدين بدأت آخد عليها».
وبحسب «فيرا» تبدأ شمس منتصف الليل مع حلول شهر أغسطس أن تغرب بالتدريج من الساعة الحادية عشر، ثم العاشرة وهكذا، حتى يكون النهار قصير جدًا مقارنة بالليل، وبداية من شهر أكتوبر يحل الظلام فلا تشرق الشمس أبدًا.