ظل باقيًا داخل أحد الخيمات رفقة أسرته، لتتسارع دقات قلبه، ينظر يمينًا ويسارًا في ترقب، خوفًا مما تحمله الدقائق المقبلة، ليتفاجأ بإحدى القذائف التي محت ما حوله في لمح البصر، لينجو بأعجوبه، ويدخل في صدمة مما راه، جراء قصف مدرسة الفاخورة، في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
طفل ناجي من مجرزة قصف مدرسة الفاخورة يروي ماحدث
لم يتجاوز الـ10 أعوام ظل واقفًا كالرجال، والجثث حوله في كل مكان، ليبكي بحرقة فور رؤيته أشلاء أحد الأطفال بالجوار، ليستجمع قواه ويحمل الجثة التي فقدت رأسها، ولم يبق منها سوى الأجزاء السفلية: «كنت قاعد في الخيمة وحسيت أنه راح يصير حاجه، وقلبي دق وقولت لأمي جهزي أغراضنا شكله فيه قصف، ولسه بتجهز وإلا صار القصف 3 غارات متتالية، لسه كان بنطلع اتفجرت أول واحدة وبعدها الثانية والثالثة، الله يرحمهم كلهم استشهدوا، وشوفت ولد مقطوع راسه عن جسمه حملت جثته بأيدي أنا وواحد تاني والله كله استشهد» وفقًا لما نشرته موقع الحدث.
لحظة نجاة الطفل
بصوتٍ مرتجف ممزوج بالخوف ودموع تملًا مقلتيه، روى الصغير مشهد مأساوي له باعتباره أحد الناجين من قصف مدرسة الفاخورة: «بقيت واقف إلا صارت 3 غارات واحده تلو الأخرى، وما كنت بعرف وحملت الجثة بأيدي».
استشهاد العديد من النازحين
استشهد العديد من النازحين الفلسطنيين بعد تعرض مدرسة الفاخورة للقصف، وسبق ولجأوا للاحتماء بها باعتبارها تحظى بحصانة دولية أمام الاعتداءات الإسرائيلية التي لا تعترف بالقوانين الدولية وفقا لما ذكرته وكالة وفا الفلسطينية.
جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي
جرائم عدة ارتكبتها قوات الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني، كانت بدايتها قصف مستشفى المعمداني، ثم كنيسة الروم الأثورذكس، مرورا بمخيم جنين، ومخيم جباليا وغيرها من الأماكن التي تحولت إلى أطلال، ونتج عنها سقوط أكثر من 9 آلاف شهيد أغلبهم من الأطفال.