لغز جيولوجي كبير حير علماء العالم لسنوات طويلة وجذب هواة المغامرات المثيرة إلى موريتانيا، وهي عين الصحراء أو قلب الريشات، وتعتبر من أبرز المعالم الجيولوجية والسياحية في موريتانيا وشمال إفريقيا، بفضل تكوينها الجيولوجي الفريد الذي منحها شكلاً مذهلًا، ما جعل العلماء في حيرة من وصفه وفهم سبب تشكله، وتُعد بمثابة الجوهرة التي تميز الصحاري القاحلة والأراضي المنبسطة، بفضل تكوينها الصخري الفريد، وفقًا لموقع «تريب أدفايزر» أكبر منصة سياحية في العالم.
عين الصحراء
تقع عين الصحراء في شمال موريتانيا، بالقرب من مدينة وادان التاريخية. تتكون من قبة صخرية وحفرة يبلغ قطرها نحو 35 كيلومترًا، وكانت التفسيرات الأولى تشير إلى أنها نتيجة اصطدام نيزك بالأرض، إلا أن تكوينها الجيولوجي يثير الجدل حتى اليوم.
تتألف الحفرة من تضاريس صخرية متدرجة، محاطة بصحارى شاسعة من كل جهة. ومن هذا الموقع المميز جاء اسمها «عين الصحراء»، وما يزيد من روعتها هو الهالة الزرقاء المحيطة بها، التي تشبه بؤبؤ العين. عبر صور الأقمار الصناعية يظهر جمال عين الصحراء وألوان الصخور وأشكالها الدائرية بوضوح، حيث يصعب رؤية هذا الجمال بالكامل عند التواجد في الموقع.
اكتشف السكان المحليون عين الصحراء منذ القدم، وكانت لديهم أساطير حول الكنوز التي تختزنها، لكن الاكتشاف العلمي الأول يرجع إلى الباحث الفرنسي تيودور مونو الذي زار المنطقة في ثلاثينيات القرن الماضي، ولاحقًا، زارت العديد من البعثات العلمية والجيوجولوجية المنطقة، لكنها لم تتمكن من فك جميع أسرار هذا المكان الغامض.
لغز عين الصحراء
ما تزال هناك خلافات علمية حول أسباب تشكل عين الصحراء. يرى بعض العلماء أنها نتجت عن اصطدام نيزك بالأرض، بينما يعتقد آخرون أنها تشكلت بفعل نشاط بركاني قديم، وتشير أحدث الدراسات إلى أنه لا يوجد دليل قاطع على اصطدام جسم غير أرضي بالمنطقة، وأن تغير شكل الصخور ناتج عن انفجار بركاني قديم.
من ناحية أخرى، ربط بعض العلماء هذه العين بمدينة أطلنطس التي وصفها أفلاطون بأنها محاطة بمبانٍ دائرية بعضها من الطين والبعض الآخر من الماء، ورغم الدراسات المتعددة، لا يزال لغز عين الصحراء قائمًا.
لماذا تجذب عين الصحراء هواة المغامرات؟
رغم أن لغز عين الصحراء لم يُحل بالكامل، إلا أنها أصبحت وجهة سياحية مميزة في موريتانيا، خاصة لهواة المغامرات، ويمكن للزوار الاستمتاع بجمال القبة الصخرية، التخييم في الكثبان الرملية، ومشاهدة المناظر الخلابة التي تُحيط بها، مما يجعلها وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والاكتشاف.