تحاوطك فروع الأشجار الخضراء من جميع الاتجاهات، فتعطي بُعدًا جماليًا للمكان، وهناك مياه النيل الزرقاء على مرمى البصر، تتحرك أوراق الأشجار بعد أن يضرب فيها الهواء الممزوج برائحة النيل، ليرتطم الهواء بوجهك فتريح الأعصاب، وأعلى الشجرة، يجلس الحاج «محيي»، يشاهد التلفاز ويرتشف فنجانًا من القهوة، في ساعة صفاء بوقت العصرية.
من 35 عامًا، زرع الحاج محيي إبراهيم، من محافظة القليوبية، شجرة من نوع «الفيكس»، وكان حلم يراوده طوال حياته، أن تُصبح الشجرة يومًا ما استراحة صغيرة له، يقضي فوقها أوقاته بعيدًا عن زحمة المدينة، وبجانب نهر النيل اختار مكانًا بجوار منزله كان يمتلئ بالمخلفات والقمامة، أشرف بنفسه على نظافته، وزرع به عشرات الأشجار، فحوله إلى منطقة جمالية، واستراحة صغيرة له.
بدأت فكرته منذ 35 عامًا
يحكي الحاج «محيي» لـ«الوطن»، أن فكرته بدأت منذ 35 عامًا، نظف المنطقة بالكامل وحولها إلى حديقة صغيرة تحاوطها الأشجار من كل جانب، وبدأ في تغيير طريقة نمو الشجرة الرئيسية في المكان، لتكبر فروعها بشكل عمودي، تجعل إقامة الغرفة أو الشرفة الصغيرة فوقها أمرًا سهلًا: «الشجرة لما كانت صغيرة، كنت باجي على الأفرع وهي لسه لينة وأربط حبل علشان ينمو وياخد الشكل اللي أنا عاوزه، وعلشان يبقى قاعدة ثابتة أقدر أعمل عليها الاستراحة بتاعتي».
فروع الشجرة أفقية.. والشرفة فوقها
زرع الشجرة، وظل مع الزمن ينتظر نموها، وأن يرى حلمه يكبر أمام عينيه، وبدأت الشجرة تنمو بنفس الطريقة التي ضبط بها الفروع، ثم بدأ في تصميم الاستراحة الصغيرة، وهي تشبه البلكونة إلى حد كبير، صمم درجات سلم في البداية، ثم بدأ في وضع الأرضية والجدران: «كنت بقص الفروع اللي طالعة عمودية وسبت فرعين عشان يبقوا ظل، والفروع هي اللي بتحمل البلكونة أو الاستراحة، وهي شجرة قوية وفروعها تقدر تستحمل، جبت الخشب المناسب وبدأت أصممه فوق الشجرة حسب فكرة وتصميم نموها، وفي الشتاء بضيف أرفف كبيرة وبعملها كجدران علشان تسد الهواء».
تحويل المنطقة لـ«سيشن عروسين»
المنطقة التي غيرها الحاج «محيي» بالكامل، هي قطعة أرض ملك له، مؤكدًا أن حلمه لم يتحقق بسهولة، ولا زال يحلم بتحويل المنطقة إلى مزار ومكان لـ«سيشن العرسان»: «بدور على حاجة قانونية نحول بيها الجمال ده لمكان ممكن الناس تيجي تتصور فيه أو سيشن لعروسين».