يستقل دراجته لتوصيل الطلبات قبل دقائق من أذان المغرب، وفجأة أمطرت السماء ثلوجًا، لكنه لا يستطيع التوقف ليحتمي من شدة الامطار، إذ يضع في خاطره الأسرة التي تنتظره لتتناول الإفطار، فأكمل الشاب أحمد زيدان البالغ 27 عامًا، طريقه معرضًا نفسه للأضرار في ظل الطقس السيئ.
داخل شارع مصدق بحي الدقي في الجيزة، ذهب «أحمد» لتوصيل أحد الطلبات، وعند عودته أمسك الأموال التي أخذها ثمنًا للطعام، ونظر فيها ليجدها تزيد بمقدار 100 جنيه عن سعره، ما جعله يعود مرة أخرى إلى صاحبة الطلب، مقررًا إعطاءها المبلغ الزائد، وكافأته بـ10 جنيهات، ليحدث نفسه قائلاً: «10 جنيه حلال أحسن من 100 حرام».
بعد ثوانٍ عديدة من مرور الموقف السابق، التقطت كاميرا «الوطن» الشاب أثناء مروره تحت المطر، وتنشرها عبر الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ليحتفي به الجميع ويشجعونه على مواصلة عمله في الوقت الصعب.
يروي «أحمد» لـ«الوطن»: «شغلي مختلف، الوقت اللي كان السماء فيه بتمطر كان قبل المغرب بدقايق، ولازم أحط في دماغي إن في ناس مستنية الفطار، علشان كده قررت إنه أكمل شغلي وأنا بقول سبحان الله».
أحمد: «حسيت إن ربنا بيعوضني»
فوجئ «أحمد» من ردود الفعل عبر صفحة جريدة الوطن، مؤكدًا أن عيناه غمرت بالدموع، واصفًا إحساسه قائلاً: «حسيت إن ربنا بيعوضني علشان الخير اللي عملته».
حكاية 15 شهرا على قدميه
توجد قصة كفاح أخرى عاشها «أحمد»، فعندما قرر العمل في توصيل الطلبات، لم يكن لديه دراجة، ومكث 15 شهرًا يقوم بتوصيل الطلبات على قدميه، حتى تمكن مؤخرًا من شرائها.
«أنا متجوز وعندي بنت اسمها تالين عندها سنتين، ومن وقت ما خلفته وحسيت إن ربنا بيكرمني علشانها»، بحسب حديث سائق الدليفري لـ«الوطن».