مخاوف عديدة طاردت نجل الملياردير الأمريكي جاي بلوم، بعد أن قرر والده اصطحابه في رحلة داخل الغواصة تيتان لتوثيق حطام السفينة الغارق منذ سنوات «تيتانيك»، لكنها كانت بمثابة طوق النجاة لهما من الكارثة التي تسببت في مفارقة 5 أشخاص للحياة داخل الغواصة بعد أيام من فقدانها.
تداول «بلوم»، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، صورًا لمحادثات نصية جرت بينه وبين ستوكتون راش، الرئيس التنفيذي للشركة المشغلة لغواصة «تيتان» التي انفجرت في المحيط الأطلسي، ليكشف أنه رفض المشاركة في الرحلة مع ابنه بسبب مخاوف متعلقة بالسلامة، ليذهب مقعدا بلوم وابنه إلى شاهزادا داوود وابنه سليمان، اللذان لقيا مصرعهما مع 3 آخرين في الغواصة.
وكان «راش» الذي كان أيضا واحدا من 5 قتلوا في المأساة، يحاول إقناع «بلوم» بالمشاركة في رحلة الغواصة لمشاهدة حطام سفينة «تيتانيك»، إلا أن الأخير أخبره أن ابنه خائف من الرحلة بسبب مجموعة من العوامل التي تهدد سلامة الغواصة، بحسب «سكاي نيوز».
تفاصيل المحادثات النصية بين الناجي من غواصة تيتان و «راش»
في 3 فبراير الماضي، قال راش لبلوم، إنه سيلتقي زوجين مهتمين بالرحلة، متسائلا ما إذا كان بلوم قد اتخذ قراره بشأن الغوص معهم والتواريخ التي تناسبه، ليرد عليه «بلوم»، قائلا: «صديق ابني أجرى بحثا بشأن الأمور السيئة التي قد تحدث وأثار مخاوفه، أحاول التحدث معه، إنه متحمس للذهاب لكن خائف من المخاطر».
وقال «راش»: «سأكون سعيدًا بإجراء مكالمة فيديو مع ابنك، أشعر بالفضول بشأن ما قد يقوله من لا يعلم عن المخاطر، وما إذا كانت حقيقية أم خيالية»، ليرد «بلوم»: «أجرى ابني بحثًا بشأن الحياة البحرية في ذلك العمق والمخاطر المحتملة على الغواصة، حوت العنبر قد يهاجم الغواصة أو يمسك بها حبار ضخم ويهدد بدنها».
وتابع «راش» حديثه: «الضغط أكثر من 100 مليون باوند، لا يمكن لحوت العنبر أو الحبار أن يهدد الغواصة، بينما هناك مخاطر واضحة فإنها أكثر أمانا من السفر على متن طائرة مروحية، أو حتى تجربة الغطس على أعماق قليلة»، ليرد «راش»: «لم تكن هناك أي إصابة حتى على مدار 35 سنة من الغوص على متن غواصات غير عسكرية».
وفي بقية الرسائل النصية، كان «راش» يسأل «بلوم» مرارًا ما إذا كان قد اتخذ قراره بالمشاركة في رحلة الغوص، عارضًا عليه تخفيضا في سعر الرحلة المقدر بـ250 ألف دولار للشخص الواحد.
وتم تأجيل رحلتي غوص كانتا مقررتين في مايو بسبب سوء الأحوال الجوية، وتأخر الغوص حتى 18 يونيو، تاريخ الرحلة التي شهدت المأساة، بحسب «بلوم»: «أخبرته حينها بمخاوف تتعلق بالسلامة، لكن راش حاول طمأنتي، أنا متأكد من أنه صدّق حقا ما كان يقوله، لكنه كان مخطئا جدا، لقد آمن بشدة بما كان يفعله».
آخر لقاء بين «راش» و«بلوم»
والتقى الثنائي آخر مرة في أول مارس الماضي، عندما ذهبا لتناول الغداء في معرض «تيتانيك» بفندق في لاس فيجاس، وفقًا لـ «بلوم»: «خلال الغداء تحدثنا عن الغوص بما في ذلك السلامة، لكنه كان مقتنعا تماما أن الأمر أكثر أمانا من عبور الشارع، لكني أخبرته أنه لا يمكنني الذهاب حتى العام المقبل، بسبب جدولي، لتذهب مقاعدنا إلى شاهزادا داوود وابنه سليمان داوود».
ورغم أن «راش» قدم عرضًا إلى بلوم وابنه، يقدر بـ 120 ألف جنيه إسترليني، سعر الرحلة للفرد منهما، في محاولة لإقناعه بالمشاركة، لكن الأخير قرر الرفض.