موجة حارة تتعرض لها البلاد خلال الأيام الحالية نتيجة تأثرنا بمنخفض الهند الموسمي، الذي تصاحبه كتل هوائية شديدة الحرارة، قادمة من مرتفعات الهند، ومن المتوقع أن يستمر خلال فترة الصيف، وعلى الرغم من انتشار الأجواء الحارة، إلا أن البعض يشعر بارتفاع درجات الحرارة في الأماكن ذات الرطوبة العالية، ما دفعهم للسؤال عن العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية.
سر ارتفاع درجات الحرارة في الأماكن ذات الرطوبة العالية
استقبلت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، سؤالا حول العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية، وهو لماذا نشعر بارتفاع درجة الحرارة فى المناطق ذات الرطوبة العالية؟
وأجابت «الأرصاد» على السؤال، موضحة أن شعور المواطنين بالحر الشديد في الأماكن ذات الرطوبة العالية هو شيء طبيعي ومعتاد؛ إذ أن ارتفاع نسبة الرطوبة يقلل من تبخر العرق في جسم الإنسان، فيحدث خلل في تبريد الجسم، وبالتالي تزداد السخونة بداخله ويزداد إحساس الشخص بالحرارة.
عدم قدرة الهواء على امتصاص العرق
وأضافت أنه في الطبيعي عندما يشعر جسم الإنسان بارتفاع درجة الحرارة فيقوم جسم الإنسان بالتعرق الذي يحمل حرارة الجسم إلى الهواء، وبالتالي تحدث عملية تبريد ويقل معها شعور الشخص بالحرارة، إلا أنه وعند زيادة رطوبة الجو فإن الهواء يكون مشبعا ببخار الماء فلا يتبخر العرق الخارج من جسم الإنسان ولا يستطيع الهواء المشبع ببخار الماء أن يمتصه.
ومع عدم قدرة الهواء المشبع ببخار الماء بامتصاص العرق الذي يفرزه جسم الإنسان ومع ارتفاع درجات الحرارة، وبالتالي تزداد سخونة الجسم ويزداد معها الشعور بالحرارة واللزوجة.
تحذير من الأماكن ذات الرطوبة العالية
وحذرت «الأرصاد» من التواجد لفترة طويلة في الأماكن ذات الرطوبة العالية، موضحة أن زيادة التعرق ووجود خلل في عملية تبريد الجسم قد يؤدي إلى إصابة الشخص بالجفاف، ناصحة بأهمية تناول المشروبات الباردة مثل المياه والعصائر لترطيب الجسم وتعويض نسبة العرض.
منخفض الهند الموسمي
جدير بالذكر أن منخفض الهند الموسمي الذي تتعرض له مصر خلال الفترة الحالية يعتبر من أهم وأشهر التوزيعات الضغطية التي تؤثر على مصر خلال فصل الصيف، وغطى مساحة كبيرة من قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، بحسب توضيح الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد.
وأشارت «غانم» إلى أن منخفض الهند الموسمي بدأ في مصر منذ شهر يونيو الماضي، ومن المتوقع أن يصل إلى مرحلة الذروة خلال شهري يوليو وأغسطس، ومن ثم يبدأ في التراجع تدريجيًا في شهر سبتمبر المقبل، لتتغير بعدها مصادر الكتل الهوائية القادمة إلى مصر، فتتأثر البلاد بكتل هوائية شمالية مع امتداد المنخفض الجوي القادمين من جنوب أوروبا.