ضجة كبيرة أثارتها واقعة عامل الدليفري الذي كان معرضًا للطرد بسبب عميل، لرفضه صعود السلم لتسليم الأوردر، إلا أنه سرعان ما لاقى دعمًا كبيرًا من إدارة المطعم ورواد السوشيال ميديا، بعد الكشف عن تفاصيل الواقعة، وسن العامل الذي يبذل مجهودًا كبيرًا لجمع قوت يومه.
أول رد من عامل الدليفري بعد مطالبة عميل بطرده
«العمر مجرد رقم» مقولة تتردد على ألسنتنا كثيرًا، وجاء الوقت لإثبات مدى صحتها بعمل «محمد سعد» صاحب الـ65 عامًا في مجال الدليفري؛ إذ كان يعمل بها في صمت تام دون أن يعرفه أحد ولكن يشاء القدر أن يصبح حديث السوشيال ميديا، بعد تداول صورة له والمطالبة بطرده من العمل إثر شكوى قدمها أحد العملاء، بعد رفض تسلم الأوردر الخاص به؛ نتيجة لعدم قدرة «محمد» الجسدية على صعود 4 طوابق على قدميه، ليتعاطف معه رواد مواقع التواصل الإجتماعي ويساندونه بكل قوتهم.
«مش قادر أطلع اسحبني في الأسانسير»، بهذه الكلمات لخص «سعد» ابن محافظة الإسكندرية، خلال حديثه لـ«الوطن»، تجربته في توصيل الأوردر لأحد العملاء، إذ يروى أن الوقت كان متأخرًا، وفور وصوله إلى مكان تواجد العميل، تفاجأ أنه في الطابق الرابع ليتصل به ويطلب منه النزول لاستلام الأوردر أو سحبه في الأسانسير، ولكن الأخير رفض، فلم يجد الرجل الستيني حلًا سوى التقاط أنفاسه ومحاولة صعود السلم لإيصال الطلب، إلا أن العميل رفض تسلم الأوردر بعد محاولات عدة من الطرق على الباب والاتصال هاتفيا، ليتواصل الأخير مع إدارة المطعم ويقدم شكوى في «عم محمد».
خرج عامل الدليفري من العقار حاملًا الأوردر بين ذراعيه متوجها إلى الفرع الذي يعمل به، ليروي ما حدث إلى أحد المشرفين الذي رفض طلب العميل بطرده، لترتسم علامات الرضا على وجه الرجل الستيني ويواصل العمل كأن شيئًا لم يكن.
عمل الرجل الستيني نحو 13 عاما في مهنة الدليفري متنقلا بين مختلف المطاعم، إذ يعتبرها بمثابة العكاز الذي يتكئ عليه ويعينه على مواجهة الظروف والحياة المعيشية، إذ استطاع من خلالها تربية أبنائه الثلاث وتعليمهم على أكمل ليتجه كل منهما إلى مسار خاص به.
دعم السوشيال ميديا
لم يكن يتوقع صاحب الـ65 عامًا أن يصل الأمر إلى هذا الحد، إذ ظل يردد عبارات الحمد والثناء بقلب مليء بالرضا والصبر: «الحمد لله على حب الناس وحب ربنا ورضاه عليا».
وينصح «سعد» الشباب بضرورة الاعتماد على النفس والعمل: «أنا راجل ستيني بس عندي صحة، وبسعى وبعافر علشان أعيش وربنا يقويني، والناس تشهد على شغلي وتعاملي أنا كنت بنزل في المطر علشان أوصل الأوردرات علشان أكلها بالحلال».