مع زيادة أعداد المصابين من أشقائنا في قطاع غزة، إثر اندلاع الحرب منذ السابع من أكتوبر الماضي، مع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت قذائفها المستشفيات أيضًا ودمّرت أغلبها، حرصت مصر على استكمال دورها تجاه أهالي غزة من خلال فتح أبواب معبر رفح واستقبال المصابين لعلاجهم في مصر على أيدي أطباء متطوعين مُحبين مبادرين بالمساعدة، ومن بينهم الدكتور محمود جمال، استشاري الطب الباطني.
طبيب مصري يروي تجربته في التطوع لعلاج مصابي غزة
روى الدكتور محمود جمال، استشاري الطب الباطني، وصاحب الـ35 عامًا، تجربته في التطوع لعلاج مصابي غزة بعد استقبالهم في مصر، موضحًا أنه أعلن استعداده وجاهزيته للتطوع بمجرد إعلان وزارة الصحة والسكان ونقابة الأطباء في مصر احتياجهما لقوافل طبية متطوعة، للإشراف على رعاية وعلاج المرضى القادمين من غزة.
«في الأول والآخر ده واجبنا كأطباء تجاه المرضى عمومًا، بالأخص في الظروف دي ومع أشقائنا الفلسطينيين»، قالها «محمود» خلال حديثه لـ«الوطن»، وأنه يرى أي مجهود يبذله في سبيل علاج مصابي غزة والتخفيف عن آلامهم شيئًا بسيطًا للغاية، مقارنة بحبه لهم ورغبته في مساعدتهم.
أنواع مختلفة من الإصابات
أنواع مختلفة من الإصابات تقابل معها الدكتور محمود جمال خلال فترة تطوعه، وبحكم تخصصه في علاج الحالات الحرجة، فكانت أكثر الحالات التي يتقابل معها ذات إصابات خطيرة، مثل بتر الأطراف، وتهشم الجمجمة، وكسور في العمود الفقري نتج عنها شلل رباعي أو نصفي، وأيضًا حالات إصابة بنزيف داخلي في البطن، وأيضًا حروق لمساحة سطح كبيرة من الجسم: «أكتر حاجة تعبتني هي الإرهاق النفسي وأنا بشوف حالة المصابين».
كما روى «محمود» أن زملاءه من الأطباء النفسيين حرصوا على توفير كل سبل الرعاية النفسية والمساندة والدعم لمصابي غزة، الذين عانى أغلبهم من صدمات واضطرابات نفسية شديدة؛ جراء ما تعرضوا له وشاهدوه في بلادهم من جرائم حرب ومجازر على أيدي قوات جيش الاحتلال التي فرقتهم عن أحبائهم ودمرت منازلهم ومزقت بعضهم أشلاءً والبعض الأخر أسقطته مصابًا يعاني ويلات الألم.
شعور مصابي غزة بالامتنان تجاه الأطباء المصريين
«المرضى رغم تعبهم كانوا بيحرصوا أنهم يشكرونا خاصة لما يعرفوا إننا متطوعين جايين لخدمتهم، رغم إن دي أقل حاجة نقدمها»، مؤكدا أنه مستمر حتى الآن في تطوعه بالتنسيق مع زملاء كثيرين له يتبادلون أيام العمل التطوعي رفقة بعضهم البعض، وأنه يتمنى مرور المحنة عن الشعب الفلسطيني.