حداد بدرجة فنان، ورث المهنة أبًا عن جد، فوقف بجوار والده في طفولته يشاهد ويتعلم، ويصقل خبراته، حتى طوّع الشاب طارق عبدالفتاح ما اكتسبه في المهنة ليُخرج من بين أنامله قطع فنية فريدة ومميزة ينافس بها العاملين في مجاله داخل ورشته بمحافظة قنا، ويصنع قطعًا من الأثاث المنزلي من الحديد تقل عن مثيلاتها المصنوعة من الخشب.
«طارق» عشق الحدادة منذ الطفولة
طارق عبدالفتاح الديك صاحب الـ29 عامًا، يروي لـ«الوطن» كواليس عمله في مهنة الحدادة التي عشقها منذ الطفولة، فلم يقف مثل باقي العاملين بنفس مهنته عند مجرد تصنيع الأبواب والشبابيك الحديدية، إنما اقتحم مجال صناعة الأثاث أيضًا فصمم بأنامله وبمساعدة صبيانه في الورشة بعض قطع الأثاث المصنوعة من الحديد مثل السفرة و«التسريحة» والسرير وغيرها بسعر أقل من الخشب بهدف التوفير على العميل: «أنا بشتغل الشغلانة دي حبًا فيها، وشغلي في الأثاث لإني عاوز أوفر للعميل فلوس وأوفرله كمان أكتر من شكل في عفش بيته بحيث أنه يكون قدامه أكتر من اختيار، بجانب إني أعمله الشغل اللي يعيش».
سفرة حديدية يبلغ سعرها نحو 5000 جنيه دون الكراسي، وهو ما يقل بعض الشيء عن غيرها المصنوعة من الخشب، فيما يبدأ الكرسي المصنوع من الحديد من 600 جنيه بحسب الشكل ونوع الحديد المستخدم، إذ يحرص «طارق» على صنع قطع فريدة من أشكال الأثاث التي يُقدمها للعملاء: «أنا دايمًا بحب أعمل للعميل قطعة ميكونش شافها قبل كده».
يعمل الشاب العشريني في جميع أنواع الحدادة بالإضافة إلى صناعة الأثاث ومجال التشطيب والديكورات، إذ يعتبر «شغل الديكورات» أكثر ما يلقى إقبالًا من زبائن «طارق» بحسب تعبيره: «الشغل ده بيكون عليه إقبال لأنّه بيكون شغله هادي ومبياخدش تكلفة وبيخطف النظر».
منضدة تعتمد على قوانين الفيزياء
ومن أغرب القطع التي صممها «طارق» داخل ورشته منضدة اعتمد فيها على قوانين الفيزياء تعتمد على قوة الشدّ، ويكون مركزها السلسلة الموجودة في المنتصف، ويعتمد في تصميماته على بعض الأشكال التي يحرص على تصميمها بنفسه، فيما تكون بعض الأشكال بناء على رغبة وطلب العميل: «أنا بنافس اللي حواليا بالحرفة والفينيش بتاع الشغل والشغل كمان بيكون جديد ومبعملش لحد نفس شغل تاني، وأكتر حاجة محببة للزبون أو العميل أنه بياخد حاجة مختلفة مش معمولة كتير».
يمزج الشاب العشريني في عمل الأثاث بين الخشب والحديد، إذ تُبدع الورشة في التصنيع الكامل لأي منتج، يقول «طارق»: «في الغالبية العظمى بيكون شغلي بإيدي ولكن طبعًا فيه ناس بتساعدني، وأكتر حاجة عملتها عجبت الناس لما عملت كرسي مسلسل صراع العروش وخد مني وقت تقريبًا 15 يوم شغل».