بملامح آسيوية، وبروح وعزيمة مصرية، تستيقظ «لولا الصينية» صباحًا مع شروق الشمس، لتبدأ مهمتها في الإشراف على أرضها الزراعية، وجني المحاصيل التي أصبحت جاهزة لقطفها، وتنظيف الأرض، إذا كانت بحاجة لذلك، ثم تعود إلى المنزل استعدادًا لتجهيز الإفطار لزوجها، واستكمال مهام يومها، الذي ينتهي مع غروب الشمس.
صينية تعيش في محافظة الإسماعيلية منذ 14 عامًا، وتعمل في الزراعة، تُعرف بين الجميع باسم «لولا»، تركت بلادها وقررت القدوم إلى مصر مع عائلتها، حيث دفعها حبها للزراعة، إلى السفر مئات الأميال، لتصنع من شغفها واقع تعيشه، واستطاعت تكوين علاقات قوية في مصر.
تحكي «لولا» التي تبلغ من العمر 70 عامًا، لـ«الوطن»، عن سبب حضورها إلى مصر منذ أعوام طويلة، بعدما كانت تعمل في الصين بائعة بالأسواق: «في بلدي كنت بشتغل في السوق، كان شغل متعب وما كنتش برتاح، وفجأة قررنا السفر إلى مصر لقضاء بعض الوقت والعودة إلى الصين، لكن أنا كان عندي أفكار وخطط أخرى».
عاد أهلها إلى الصين وبقيت «لولا» في مصر
بقيت «لولا» في مصر رغم عودة أهلها إلى الصين، وتعرفت على مصري أجر لها أرضًا زراعية، لتتمكن من تنفيذ خطتها التي تركت بلادها من أجلها، وبدأت العمل بالأرض بأيديها، بمساعدة زوجها، في البداية لم يكن معها عُمال، لكن مع تكبير حجم أرضها ضمت عمال لمساعدتها، وحققت خلال سنوات إقامتها في مصر نجاحات عديدة على المستوى الشخصي، وأصبحت موردة رسمية للخضراوات والمحاصيل الصينية في مصر: «ابني يعيش ويعمل في السعودية من سنين طويلة».
تزرع الذرة والفول السوداني والبطاطس ومحاصيل صينية
تزرع الصينية «لولا» محاصيل زراعية، مثل الذرة والفول السوداني والبطاطس، وأيضًا بعض المحاصيل الصينية، التي توزعها بالجملة للصينيين في مصر: «بوزع بالجملة للصينين في مصر لو المحصول صيني، لو المصري في مصريين أصدقاء بتعامل معاهم، ومستمرة في العمل، أنا بحب الزراعة جدًا وبحب العمل».
تستمر «لولا» في الإقامة والعيش بمصر، وأيضًا العمل في مزرعتها، فهي تحب مصر وشعبها منذ الساعة الأولى، التي وطأت فيها قدميها بلاد الفراعنة.