مقطع فيديو قصير لم يتعدَ الـ44 ثانية، تحوَّلت خلالها أغنية «سطلانة» من غناء الفنان عبدالباسط حمودة إلى طقطوقة تعود إلى حقبة الأربعينيات، بعد أن استخدم الصديقان مصطفى الزاهد ومحمد ربيع آلة العود فقط، فـ تحوّلت الأغنية من الإيقاع السريع إلى حقبة اتسمت بالتخت الشرقي، مع الالتزام بالمقامات الغنائية.
«سطلانة» و«مخاصماك» في فترة الأربعينيات
وعقب نشر مقطع الفيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حاز على آلاف المشاهدات والمشاركات والتعليقات التي أشادت بالأغنية في ثوبها الجديد، واعتبرها البعض أنّها أفضل من الأغنية الأصلية، ولم يقف الحد عند «سطلانة» فقط، بل اتبع الصديقان نفس النهج مع أغنية «مخاصماك» للمطربة نوال، وتغنى الثنائي بكلمات الأغنية على أنغام العود، كما لو كانوا في فترة الأربعينيات.
مصطفى الزاهد، الذي تخرّج في كلية العلاج الطبيعي، يروي لـ«الوطن»، كواليس الأغنيتين، إذ يقول إنّ الأمر بدأ مع صديقه محمد ربيع الذي تخرج في كلية علوم بترول، من خلال أغنية «ستو أنا» للفنان أكرم حسني قبل نحو عام على سبيل المزاح، دون استعداد أو ترتيب، ليفاجأ الصديقان بانتشار مقطع الفيديو على نطاق واسع وتلقيا طلبات من الأصدقاء بالمزيد من هذه الأعمال: «وقتها كنا قاعدين أنا وصاحبي وكان بيدندن أغنية ستو أنا بلحن قديم وبمقام موسيقي قديم وكان بيهزر واقترح أننا نصورها وننزلها لأصحابنا هزار مش للجمهور، ولما نزلناها الفيديو انتشر جدًا على السوشيال ميديا».
وبعدما نالت الفكرة إعجاب المتابعين، قرر «الزاهد» و«ربيع» استخدام هذه الفكرة لتوعية الجمهور بطبيعة الأغاني خلال هذه الفترة وطريقة اللحن والتوزيع، خاصة وأنّها كانت تتميز بهوية وطابع خاص: «بدأنا نعمل كذا فكرة عليها زي سطلانة ومخاصماك، واختارنا الفترة دي عشان احنا اتربينا على التراث ده وذاكرنا فيه كتير فـ كنا مهتمين نسلط الضوء على الحقبة دي من الزمن وشكل الألحان كان عامل إزاي في الفترة دي».
الثنائي يعملان في مجال الموسيقى منذ 2016
«مصطفى» و«ربيع» لم يدرسا الموسيقى، إلا أنّهما يعملان بالمجال ذاته منذ التخرج في عام 2016، إذ اكتشف الزاهد في نفسه موهبة الغناء منذ مرحلة الجامعة، خاصة وأنّه تربَّى على سماع الأغاني الطربية والابتهالات والتواشيح، وبدأ أولى خطواته في مجال الموسيقى منذ أن وطأت قدماه الجامعة بعدما ألقى موشحًا في حفل استقبال الدفعة الجديدة: «موهبة الغنا اكتسبتها من والدتي لأنّ صوتها حلو وكانت بتسمَّعني حاجات قديمة كتير وأنا صغير وكانت أسرتي بتشجعني طول الوقت برغم إن المجال بتاعي كان مختلف عن مجال المزيكا وكانوا حابين إني أعمل اللي أنا بحبه وجبت عود واتعلمت عليه».
كان المتابعون قد تفاعلوا على الأغاني التي طرحها الصديقان «مصطفى» و«ربيع» دافعًا في استكمال نفس الفكرة بالتوازي مع الباند الخاص بهما، كما يستعدان خلال الفترة المقبلة بطرح بعض الأغاني الأصلية الخاصة بهما وإقامة حفلات على نطاق واسع: «اختيار الأغاني كان بناءً على اقتراحات الناس، ووقتها احنا خدنا الاقتراحات دي واختارنا منها الأغنية اللي كانت معلقة مع الناس ومعانا احنا شخصيًا».