منذ سنوات طويلة مضت، وقف علي صالح يرسم الجداريات بمدخل محافظة بورسعيد ومختلف شوارعها بريشته وأدواته، يخطط الرسومات مُحولًا الحائط إلى مظهر جمالي، ومع مرور الزمن تعرضت جدارياته إلى اختفاء معالمها وألوانها، فقرر ابنه «صالح» إعادة ترميمها بعد عام ونصف من وفاة والده صاحب الجداريات، ليعيد الجمال لها مرة أخرى.
صالح علي صالح من محافظة بور سعيد، كانت تربطه بوالده علاقة قوية، وبعد وفاته تأثرت نفسيته من حينها حتى الآن، ليقرر فجأة إعادة ترميم جداريات والده المنتشرة في مختلف شوارع بور سعيد، ويحكي لـ«الوطن»: «كنت مرتبط بوالدي جدًا ووفاته مأثرة على نفسيتي لغاية دلوقتي، وجه في بالي إني أنزل أجدد الشغل بتاعه وأعيد ترميمها».
شارك والده في الحرب.. ورسم الجداريات حبًا في بلده
رسم والده الجداريات في شوارع بورسعيد وعلى مدخل المحافظة حبًا في تاريخ بور سعيد ومصر، وشارك أيضًا كجندي في الثلاثة حروب التي مرت على مصر، من العدوان الثلاثي عام 1957 وحرب الاستنزاف عام 1967، حتى حرب أكتوبر 73: «من حب والدي في مصر وبور سعيد ومن حبي أنا في والدي، قررت إني أجدد رسوماته وجدارياته».
اشترى المكونات والأدوات من ماله الخاص
من ماله الخاص قرر «صالح» شراء المكونات والأدوات، ووقف أمام الجدارية، يتذكر كيف كان والده منذ سنوات يرسمها، حبًا في بلده، بينما يعيد التاريخ نفسه، ويقف هو أسفل أشعة الشمس، يحركه حب والده، وفقًا لحديثه لـ«الوطن»: «أنا واقف في الشمس بعمل الكلام ده، حبًا في إني عاوز المكان يظهر بشكل جميل، لأن كمان مدخل بور سعيد سياحي وبيدخل منه أجانب، فلما يشوفوه جديد وبشكل جمالي هيكونوا سعداء، وهتبقى صورة مُشرفة لمصر».
صدقة جارية على روح والده
ترك «صالح» اسم والده على الجدارية وأعاد كتابته مرة أخرى بعد أن أخفى الزمن تفاصيله: «عاوز الناس لما تشوف الرسم والجداريات تقول الله يرحم عم علي، مش بكتب اسمي، عاوز الناس تدعي لوالدي، الناس لما بتشوفني شغال بتقول لي الله ينور، بقولهم لا قولوا الله يرحم عم علي، وكمان اللي بعمله صدقة جارية على روح والدي».