الفنان صبري الهمص في فيلم «همام في أمستردام»
«تعبان يا همام.. تعبان يا أخي».. بهذه الجملة الشهيرة، استطاع الفنان صبري سعد الهمص الذي اشتهر بدوره الوحيد في السينما المصرية «سيد شعلة» بفيلم همام في أمستردام أن يظل راسخًا في قلوب الجمهور، على الرغم من مرور عقدين من الزمن على عرض الفيلم الذي حقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية آنذاك، وظلت صورته يتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر عندما يحين وقت «الإفيه».
ظهر الفنان صبري الهمص بـ طلة خفيفة على الجمهور المصري، من خلال مقطع فيديو نشره المنتج حسام علوان عبر صفحته على فيسبوك أثناء تواجده في أمستردام، يحكي خلاله «الهمص» كواليس دوره في الفيلم الذي تم إنتاجه عام 1999 مع الفنان محمد هنيدي، يقول: «يا نهار أبيض على الأيام ديه. أنا كنت الكوبري بين الثقافتين».
24 عامًا على عرض فيلم همام في أمستردام
24 عامًا مرت على عرض الفيلم الذي تعلق الجمهور المصري من خلاله بـ«سيد شعلة، إذ يروي «الهمص» لـ«الوطن» كواليس دوره الوحيد في السينما وسنوات اختفائه عن الجمهور المصري، فهو من مواليد 1957، بدأ مهنته في مجال التمثيل والإخراج المسرحي بعد أن انتقل إلى الإقامة بهولندا عام 1978، وشارك في الفيلم عندما كان عمره حوالي 34 أو 35 عامًا، وهو أب لأربعة أبناء هم: شادي وأشجان وشاهين وفيروز، ويعمل 3 من أبنائه في مجال السينما.
كانت مشاركة صبري سعد في فيلم «همام في أمستردام» من قبيل الصدفة، عندما سافر فريق الشركة المنتجة إلى هولندا، وتم التواصل بينهما عن طريق أحد الوسطاء، وجرى اللقاء بينه وبين المخرج عمرو عرفة وسعيد حامد والاتفاق على العمل بالفيلم كمساعد مخرج: «كان ليا اتصالات كتير هنا ووافقت أشتغل معاهم مخرج مساعد عشان أنقلهم في الأماكن هناك باعتبار إني كنت عارف ثقافة البلد، فـ أنا وقتها كنت كوبري بين الثقافتين وقرّبت فريقين العمل المصري والهولندي لبعض».
لم يقف دور «الهمص» عند مجرد ربط الثقافتين الهولندية والمصرية فقط، وإنما حرص على تعليم اللغة الهولندية لبعض الفنانين المشاركين في الفيلم مثل أحمد السقا، وأثناء مشاهدة الصور الخاصة بالممثلين المشاركين في «الكاستينج»، وقعت عينا سعيد حامد وعمرو عرفة على صورة لـ«صبري سعد»: «وقتها خدوا بعض على جنب واتكلموا بصوت واطي، وجم قالولي فيه فكرة، فيه دور في عضم الفيلم تحب تعمله؟ والناس واقفين طوابير في مصر وبيتخانقوا عليه عشان ياخدوه، ولو حبيت تعمله احنا هنديهولك، قولت لهم أنا عايز أعرف الدور الأول وأقرأ النص».
نحو 15 دقيقة استغرقها «الهمص» في قراءة النص حتى يرد بالموافقة أو الرفض قبل أن يطير فريق العمل إلى مصر، فـ لاقى الدور استحسانه كونه دور واقعي يخلو من التزييف، فـ «سيد شعلة» من وجهة نظره هو الشخص الوحيد الذي عانى أثناء أحداث الفيلم بشكل حقيقي: «جملة أنا تعبان يا همام دي مجاتش من شوية، ويمكن المشهد ده اللي خلاني أقول أه على الفيلم، وده كان الدور الوحيد اللي صدقته، لأني بحب الكوميديا المأساوية زي الكوميديا اللي بيعملها شارلي شابلن ومستر بين».
مشاهد داخلية وخارجية انتقل خلالها «الهمص» بين مصر وهولندا، بين دوره كممثل في الفيلم بالإضافة إلى دوره في الربط بين فريقي العمل المصري والهولندي آنذاك: «أنا كنت شايلهم القعدة، وكنت بحل المشاكل دايمًا بينهم وبين الفريق الهولندي، وساعدتهم في عمايل الفيلم وأني اجمع البلدين والثقافتين وأحاول مخليش الناس تجري مننا وأمشي الأمور، وقضينا 21 يوم التصوير في أمستردام وكانت مولعة، وعملنا حفلة فوركيشة في منتهى الجمال متتنسيش».
المشاهد التي جمعت بين صبري الهمص والفنان محمد هنيدي، وصفها الأول بأنّها كانت «في منتهى الجمال»، يقول «الهمص»: «إحنا ولاد إمبابة، ومن أول مرة شوفنا بعض فيها بقينا أصدقاء، والكواليس كانت حلوة والتمثيل معاه كان رائع، وتحولت علاقي مع عمرو عرفة وسعيد حامد بعدها إلى صداقة وبيحصل تواصل بينا من حين لآخر».
تواصل بين الحين والآخر يتم بين «الهمص» والفنان محمد هنيدي، كان آخرهم عندما تمت دعوته إلى فيلم «مبروك أبو العلمين» في هولندا، ولكنه لم يتمكن من الحضور بسبب ظروف خارجة عن إرادته، إلى أنّه حرص على الاتصال بـ«هنيدي» هاتفيًا ليقول له: «منور أمستردام يا همام».
مشهد «تعبان يا همام» جرى تمثيله بإحساس خرج من القلب مباشرة، بحسب تعبير «الهمص»، إذ تسبب بكائه في تأثر فريق العمل المصري حينها: «الناس حواليا بقت تقولي ياعم كفاية عياط بقى أنت عيطتنا معاك، لأنّ وقتها الإحساس كان طالع من قلبي وأنا بقول تعبان يا همام تعبان يا أخي أعمل إيه».
«الهمص» شارك في أكثر من 150 مسرحية و60 فيلمًا
وعلى الرغم من اختفائه عن الجمهور المصري منذ عرض الفيلم، إلا أنّه يرغب في المشاركة الفعلية بالأعمال السينمائية المصرية خاصة إذ كان العمل من إخراج عمرو عرفة، كما يرغب أيضًا في العمل مع الفنان محمد رمضان أو الفنان كريم عبدالعزيز أو الفنان كريم محمود عبدالعزيز أو الفنان سيد رجب: «أنا أرحب جدًا إني أشارك في أي عمل مصري لو عجبني النص والفكرة والدور يكون في عضم الفيلم، وهدفي إني أرجع في دور كويس، وفيه مواهب كتير أوي في مصر، وطبعًا منقدرش ننسى اللي مشرفنا ورافع راسنا رامي مالك».
اختفى «الهمص» عن الجمهور المصري، لكنّه ظل حاضرًا في قلوب الجمهور الهولندي، إذ انتهى مؤخرًا من تصوير فيلم «crypto boy» الذي يُعرض في 15 أكتوبر المقبل على أحد المنصات العالمية، ويشاركه البطولة نجله شاهين الهمص، والفيلم من إخراج نجله الأكبر شادي الهمص، بالإضافة إلى فيلم «rocco and sguul» الذي يُعرض في السينما الهولندية بدءًا من 15 نوفمبر المقبل.
وشارك «الهمص» في أكثر من 150 مسرحية في هولندا بالإضافة إلى أكثر من 60 فيلما سينمائيًا تنوعت بين أدوار بطولة وأخرى ثانوية، إذ يُعرف بين الجمهور الهولندي باسم «سابري»، ويعمل حاليًا في تصوير فيلم هولندي، بالإضافة إلى المشاركة في مشروع مع أحد المتاحف عن أحد المستشرقين الذي هاجر إلى مصر عام 1880، بالإضافة إلى بعض الأفكار التي يعمل عليها ولم تخرج إلى النور.