جنيه أو قرش فلسطيني في يدها اليمنى، وجهاز معلق في اليسرى، كانت تتلقى العلاج على أحد أسرة مستشفى المعمداني تحاول أسرتها تهدئتها بعدما طالتها يد الغدر الإسرائيلية إذ قصفت منزلها والمنازل المجاورة، لكن فجأة وحين كانت والدتها تحاول طمأنتها، قُذفت المستشفى دون رحمة أو شفقة، لتتحول رسالة طمأنة والدة الطفلة بيسان بشرت، البالغة من العمر 4 سنوات، إلى صراخ وعويل: «الحقونا، ما راح نعيش»، وفق حديث عقيل عواد أحد شهود العيان لـ«الوطن».
لحظات قاسية مر بها المصابون داخل مستشفى المعمداني في غزة، إذ زادت آلامهم بعدما طالت يد الاحتلال الغاشم المرضى أثناء محاولة الأطباء والتمريض إنقاذهم بعد قصف منازلهم: «فجأة كل شيء تحول إلى صراخ لا ينطقع، المرضى داخل المشفى هرولوا للخارج، وحاولوا الخروج رغم آلامهم، القصف كان شديد، المنشأة الطبية تحولت إلى مكان غير آمن، ونحن حاولنا إنقاذ الأطفال من بينهم بيسان».
بيسان كانت تستعد لعملية جراحية
مسعفون وأطباء وممرضون، رفضوا مغادرة المستشفى محاولين إنقاذ المرضى، وداخل إحدى غرف المستشفى كانت تمكث بيسان التي تعرض منزلها للقصف قبل نحو 9 ساعات، وكان الأطباء يستعدون لإجراء عملية جراحية لها بعد إصابتها بحروق عدة، وفق عواد: «هاي الطفلة كانت مصابة بحروق وكانوا الأطباء بالمشفى سيجرون جراحة لها، لكن القدر لم يمهلهم، والدتها أعطتها فلوس وجابت لها اللعبة وكانت بتحاول تهديها وتخفف عنها، لكن الطفلة استشهدت، وما بقي غير قرشها اللي مسكته في يدها والجهاز اللي معلق في إيديها التانية، ومثلها كتير من أطفال جيرانها».
استشهاد بيسان يدمي القلوب
مشهد أدمى قلوب العالم، أطفال رضع قتلوا، وعجزة لم يستطيعوا الهروب من القصف الإسرائيلي على المستشفيات والمدارس والبنايات، لكن مشهد استشهاد الطفلة بيسان سيظل عالقا في أذهان العالم أجمع، وغيرها من مشاهد الأطفال الذين قتلوا بدم بارد وفي عدوان غاشم: «هاي الطفلة ماتت وفي أطفال تانيين نجوا وفي رضع استشهدوا، ما في أحد بأمان ولا بقى أمان في وطننا، لكن مشهد بيسان أدمى قلوبنا».