موقف شهم وشجاع شهدته مستشفى العياط العام بالجيزة، الثلاثاء الماضي؛ حيث دوى صوت استغاثة سيدة قرابة العاشرة صباحًا، تطالب بإنقاذ طفلتها التي سقطت للتو في بئر، وبينما تتعالى صرخات واستفسارات المتواجدين، انتبه الشاب الثلاثيني رامي خليل الدهشوري، وقفز خلف الطفلة، ولم يخرج منه إلا وهي بين ذراعيه.
شجاعة شاب تنقذ طفلة بعد سقوطها في بئر
روى «رامي»، صاحب الـ32 عامًا، خلال حديثه لـ«الوطن»، كواليس إنقاذ الطفلة بعد سقوطها في البئر، موضحًا أن أحد أصدقائه طلب منه مرافقته إلى مستشفى العياط العام للكشف على ساقه التي تؤلمه، وأنه بالفعل ذهب معه، وبينما يقف مع صديقه في فناء المستشفى تفاجئ بإحدى الأمهات وهي تصرخ وتستغيث بمن ينقذ طفلتها التي سقطت في البئر للتو رغم وجود غطاءً خشبيًا عليه.
أضاف الشاب: «أول ما سمعت الصراخ جريت أشوف في أيه، أم الطفلة قالتلي بنتي وقعت هنا، ببص لقيت البنت مش ظاهرة في البير وفجأة ظهرت في الميه وهي بتعافر وتحاول تنقذ نفسها».
لم يتوانى الشساب أو يُفكر مرتين، وقفز في البئر بكل ما يرتدي من ملابس، لا يشغل باله إلا إنقاذ الطفلة والخروج بها من رعب هذا البئر المُظلم الذي كاد يفتك بها ويخطف حياتها.
معاناة لإنقاذ الطفلة
عانى «رامي» وهو يحاول إنقاذ الطفلة؛ بسبب عمق البئر وجدرانه الملساء التي لا يمكن التشبث بها، إلا أنه وبمساعدة باقي المتواجدين بالأعلى تمكن أخيرًا من إنقاذها: «الطفلة وقعت مني مرتين في المية وأنا بحاول أطلعها، لكن كنت واثق في ربنا إني هقدر أنقذها».
بعد 10 دقائق من الصراخ والبكاء بفناء المستشفى، خرجت الطفلة سالمة، وتحول الصراخ إلى تهليل وزغاريد، وذهب المتواجدين للاطمئنان على حالة الطفلة، والثناء على الشاب بسبب شجاعته وسرعة اتخاذه القرار.
«رامي»: حسيت إن ربنا بيقولي متخافش هتنقذها
«وقتها مفكرتش في حاجة خالص، حسيت إن ربنا بيقولي متخافش انزل وهتقدر تنقذها وتطلع، ودلوقتي حاسس إن ربنا وداني المستشفى في اليوم ده علشان أنقذ الطفلة مش علشان صاحبي»، وفقًا لـ«رامي»، وهو متزوج وأب لطفلة لم تُكمل عامها الأول، وأنه فور خروجه من البئر أسرع أطباء وممرضو المستشفى لفحصه وعمل الإجراءات الطبية اللازمة للتأكد من سلامته، كما أسرع أحد العمال وأحضر له لباسًا نظيفًا عوضًا عن المتسخ: «بعدها كلمت واحد صاحبي وجالي المستشفى وجابلي لبس تاني وغيرت ومشيت».
رغم انشغال والدة الطفلة بحالة ابنتها بعد خروجها من البئر في هذا اليوم، وعدم تمكنها من شُكر الشاب، إلا أنها في اليوم التالي مباشرة توصلت إلى رقم هاتفه وحدثته لتُمطره بكلمات الشكر والدعاء على ما فعله لإنقاذ ابنتها: «مبسوط إن ربنا خلاني سبب، وربنا يسترها على أولادنا جميعًا».