شابة في مقتبل العمر، عاشت حياة مرفهة لسنوات طويلة حيث العيشة الرغدة والثراء الفاحش، لم تكن تعلم أن بين ليلة وضحاها ربما يتغير الوضع وينقلب ضدها، وتصبح مشردة في الشارع بعدما فقدت والدها مصدر أمانها الوحيد، بجانب خسارة كل أمواله التي كانت سبب في تفكك الأسرة.
حكاية «سلمى» مع التشرد
تلك القصة ارتبطت بفتاة عشرينية تدعى «سلمى»، تواجدت في الشارع وحيدة لأول مرة عام 2019، تحديدا بمنطقة فيصل، وبدا عليها بعض الاضطرابات النفسية الناتجة عن الوضع الذي وجدت نفسها عليه فجأة، بعدما تركتها أسرتها بخلاف جدها المسن، الذي كان يعيش في حي بسيط، ووقتها لم يستطع السيطرة عليها، في ظل اختفاء باقي الأسرة وعدم مساعدتها.
فترة طويلة قضتها «سلمى» لم تستطع استيعاب خسارة حياتها المفضلة، الناتجة عن خسارتها هي وأسرتها أموال والدها الطائلة بجانب سجن والدتها؛ لتصبح كل تلك الظروف سببا في جعلها مشردة لفترة حتى قدمت مؤسسة معا لإنقاذ إنسان، يد العون لها واستضافتها قرابة العامين.
وبعد تلك الفترة خرجت والدة «سلمي» من السجن، وقامت باستلامها بعدما تعهدت بالرعاية وحسن المعاملة، خاصة وأنها كانت بحاجة لتقبل وضعها الجديد
مؤسسة معا لإنقاذ إنسان تنقذ «سلمى» من الشارع
تمر الأيام وتظهر «سلمى» مرة أخرى في الشارع، بحسب ما أكده محمود وحيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، خلال حديثه مع «الوطن»، مشيرا إلى أنهم حصلوا على استغاثة عاجلة بشأنها، واستضافوها في الدار للمرة الثانية بعدما تواصلوا معها، وأنكرت تواجد والدتها، إذ اعتبرتها متوفاة لأسباب خاصة بها، وأصبحت شخصية عدوانية نتيجة للسلوكيات التي اكتسبتها من حياة التشرد والشارع، موضحا أنّ والداتها جاءت إلى الدار واستلمت سلمى للمرة الثانية بعدما رفض باقي أفراد استلامها أو التعامل معها نتيجة سلوكها السيئ، بحسب وصفه.
وحاليا، ظهرت الفتاة العشرينية برفقة ابن لها في الشارع، وبدت في حالة نفسية أصعب تسب وتضرب كل من يقترب منها، مما استدعى تدخل مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان بعد وصول استغاثة عاجلة مرة أخيرة.
وقامت المؤسسة بإيداع «سلمى» في الدار حاليا، لحين الانتهاء من كافة الأوراق الثبوتية من أجل إيداعها في مصحة نفسية، لما تعانيه من اضطرابات ومشاكل نفسية جعلتها أكثر عدوانية، أما فيما يتعلق بالطفل فسيتم وضعه في دار الأطفال بعد إخطار النيابة بالأمر.