جمالها جذاب لكل من يشاهدها، يقف منبهرًا بطريقة نحتها بهذا الشكل وخروجها بالصورة الجمالية التي عليها، ما يجعله يتسائل عن سبب وجودها في إحدى مقابر برشلونة وليس في مكان آخر، إلا أن هذه اللوحة خلفها قصة تبرر وجودها في هذا المكان والذي أطلق عليه منحوتة «قبلة الموت».
لماذا تم نحت قبلة الموت؟
«قبلة الموت» اسم دمج بين بين أوجه الحب وأوجه النهاية، وهي لوحة جمالية منحوتة على شاهد قبر الابن الصغير الراحل من عائلة سولير في إسبانيا، وتم نحتها عام 1930 في مقبرة بوبلينو في برشلونة، وفق ما رواه مجدي شاكر، كبير الأثريين في وزارة السياحة والآثار.
لوحة أو منحوتة «قبلة الموت» تعني الموت، حسب ما أوضحه «شاكر» خلال حديثه لـ«الوطن»، مشيرًا إلى أن النحات أراد أن يوضح فكرة الموت وأن الجميع سيصل إلى هذه المحطة من الحياة، مهما كان عمره أو قوته، وهذا ما عمل عليه نحات اللوحة.
وأضاف أن نحات اللوحة حينما جسد الشخصية التي قبلها الموت، جاءت عبارة عن شاب صغير، قوى البنية يداه مرتميتان وقد خلتا من الحياة، عينان مغمضتان، وأنف حاد، جميعها ثقلت بين يدي حاملها «الموت»، لأن لا حياة تدب فيهما، فهي قطعة جميلة، وفق تعبير كبير الأثريين.
وصف الموت بأنه هيكل عظمي مجنح
أما عن وصف الموت بتصويره بالهيكل العظمي المجنح، قال مجدي شاكر، إن الإلهام في هذه المنحوتة عامة وفي شكل الموت خاصة، وتحديدًا تصويره بالجناحين اللذان تترجمان الحلم الأسمى للإنسان، وهو الوصول إلى السماء، إذ وضع ألهته فيها، والملائكة، والأرواح التي يحصدها الموت.
«قُبلة الموت» تم اختيار كلمة قُبلة ليوضح النحات حسب تصوره، الطريقة التي تم سحب الروح بها، وربما أراد ربطه بالحب، فيعزي الأموات وأهلهم، أنهم سيبقون كما هم وتغير محيطهم لا يعني بالضرورة السوء، هكذا ذكر «شاكر».