مشاهد روحانية تتجلى فور رؤية الكعبة الشريفة، التي لا تخطوها قدم المسلم إلا وتبث في روحه الأمل والسكينة التي تصحبه فور ملامسته لجدران الكعبة المطهرة، التي يوجد في مقدمتها الباب الصغير المغلق، نراه في كل مرة تظهر فيها الكعبة أمام أعيننا على شاشة التلفاز أو عند الاقتراب منها، فلا يصبح بينك وبينها سوى خطوات لتلامسها وتعيش في رحابها، فما السر وراء الباب المغلق في الكعبة.
أين يقع ذلك الباب الصغير المغلق في الكعبة
مجموعة من الأحجار المتلاصقة ببعضها، شكلت ثنياتها وحروفها البارزة بابا صغيرا مغلقا في مقدمة الكعبة، بات يثير الكثير من التساولات، فيوجد ذلك الباب الصغير المغلق بالقرب من الركن في زاوية اليمين، يظهر بارتفاع قليلًا عن الباب الرئيسي للكعبة الشريفة.
قصة الباب الصغير المغلق في الكعبة
وترجع قصة ذلك الباب الصغير المغلق إلى عهد النبي محمد صل الله عليه وسلم، حينما أغلقت قريش ذلك الباب الصغير إثناء إعادة بنائها، بعد حدوث سيل مأهول، أدى إلى تحطيم أجزاء كبيرة منها، وذلك في الوقت الذي أغلقت فيه قريش ذلك الباب المقابل للرئيسي، بعد ما ارتفعت كسوتها بفعل الرياح، التي هبت على مكة المكرمة بفعل الرياح في اليوم الثامن، وهو اليوم الذي تفك فيه المذهبات لجوانب كسوة الكعبة، استعدادًا لتغييرها في اليوم التالي بحسب «العربية».
تاريخ الباب الصغير المغلق في الكعبة
واختلفت الإصلاحات الخاصة بالكعبة الشريفة على مر السنين، وذلك نتيجة تأثرها بالعوامل الجوية، ما بين سيول وأثار التعرية المختلفة، ومن ضمن الراويات التي ذاع انتشارها بشأن ذلك الباب الصغير المغلق الموجود في الكعبة، التي ترجع إلى عام 64 هجريًا، حينما قرر عبد الله بن الزبير إعادة بناء الكعبة، بعد تعرضها للتلف، ليعاود فتح ذلك الباب، ليجعل لها بابين للدخول والخروج، وقتها كان الباب لا يزال مفتوحًا، حتى قدم الحجاج بن يوسف ليعيد بناء الكعبة المجددة، ويعمل على إغلاق ذلك الباب الصغير ويعيدها إلى بنائها القديم منذ عهد قريش وفقًا لـ«العربية».
دليل على وجود بابين في الكعبة
ويستدل المسلمون على وجود بابين في الكعبة المشرفة، إلى حديث الرسول الذي روته عائشة رضي الله عنها وجاء على النحو التالي «أن قريشاً نقصوا من بناء الكعبة، لأن أموالهم قصرت بهم، وأنه لولا حداثة قريش بالإسلام لأعاد بناءها وجعل لها بابين ليدخل الناس من أحدهما ويخرجوا من الآخر».
الكعبة منذ عهد عبد الملك بن مروان
ظلت الكعبة المشرفة على ذلك البناء منذ عهد عبد الملك بن مروان، وهي الطريقة التي بنيت في عهد قريش دون إجراء أي تغييرات، التي شارك فيها الرسول بوضع الحجر الأسود، ومن ضمن أخر التطويرات التي تمت على باب الكعبة المشرفة، أنه تم تزويده بعارضة من الأسفل، لمنع دخول المطر إلى داخل بيت الله الحرام، وتحتوي على قضيب خاص يضغط حرف الباب على العتبة عند الإغلاق.
الباب الرئيسي للكعبة
وصنع الباب الرئيسي في عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود سنة 1399 هـ، الذي تم صناعته من الذهب الخالص، وترجع تكلفة بنائه وفقًا لآخر أحصائيات التي نشرت في صحيفة «عكاظ» السعودية، أن تكلفة الباب الحالي للكعبة تخطت حاجز الـ12 مليون ريال سعودي، صنع من نحو 300 كيلو جرام من الذهب، وصلت درجة نقاءه إلى 99 في المائة، الذي تم تصنيفها على كونها أكبر كتلة ذهبية في العالم.