مع نسمات هواء الشتاء العليل، وقرص الشمس الساطع بين السحاب، يسير العشرات على الرمال الذهبية اللامعة وصولًا إلى سفح جبل «المدورة» بمحمية وادي الريان، الذي يقف صامدًا منذ 45 مليون سنة، ليبدأوا مغامرة تسلق رغم المشقة، للاستمتاع بمشهد ساحر من أعلاه لغروب الشمس ولبحيرة وادي الريان، فضلًا عن مساحة شاسعة من الصحراء التي تحوي كنوزًا مرت عليها ملايين السنين.
تكوَّن جبل «المدورة» من مجموعة تكوينات جيولوجية فريدة من نوعها، تعد شاهدًا على الحقب الجيولوجية المختلفة على مدار 45 مليون سنة، أي فترة ما قبل العصر الأيوسيني، وما يزيد الأمر عظمةً وشموخًا هو أنه جزءًا من قاع محيط ضخم يسمى تيثي قبل ملايين السنين، وأصبح قمة جبل بعد تعرضه لآلاف التغيرات المناخية العنيفة التي شهدتها المنطقة على مر العصور.
أساسي ضمن رحلة وادي الريان
روت رنا محمد، إحدى الزائرات، أنها زارت جبل «المدورة» ضمن رحلتها إلى وادي الريان للمرة الأولى، رفقة أصدقائها، موضحةً أن تسلق الجبل رغم كونه شاقًا ومخيفًا في بداية الأمر، فإنّ المشهد الساحر من الأعلى جعلهم ينسون مشقة التسلق.
صور تذكارية مميزة أعلى قمة جبل المدورة
حرصت «رنا» على التقاط العديد من الصور من فوق جبل المدورة، لها ولأصدقائها وخلفها مشهد الغروب الساحر، أو بحيرة وادي الريان، والعديد من المشاهد الطبيعية الساحرة التي تحتضنها محافظة الفيوم.
مشاهدة النجوم وذراع المجرة
أمّا سلمى محمود، فقد جذبها مشاهدة النجوم من أعلى الجبل ليلًا خلال رحلات السفاري والتخييم، إذ إن صفاء الجو الخالي من التلوث في تلك المنطقة جعل النجوم ومجرة درب التبانة والشهب واضحة، ومن يتسلق الجبل يشعر كأنه يجلس في السماء وسط النجوم.
رحلة للأماكن الساحرة بمحافظة الفيوم
وأشار محمد عمر إلى أنه طالب بالجامعة، وزار منطقة جبل «المدورة» خلال رحلة نظمتها الكلية، مشيرًا إلى أنّه للمرة الأولى يزور محافظة الفيوم، وانبهر بكل المناطق التي شاهدها خلال رحلته، إذ لم يتوقع أنّ الفيوم تضم هذه الأماكن الساحرة، لذلك قرر مع زملائه تنظيم رحلة سفاري، للاستمتاع بمشاهدة النجوم ومشهد الغروب من أعلى قمة الجبل.