يعمل كسائق على سيارة ربع نقل، وسافر من بلده، قرية البرشا التابعة لمركز ملوي بمحافظة المنيا، إلى مطار القاهرة لاستقبال شخص وتوصيله إلى منزله بحكم عمله كسائق، وأثناء انتظاره، ذهب إلى الحمام وبعد خروجه، وجد أمامه في جراج السيارات شنطة صغيرة تركها أحد الأشخاص سهوا، ففتحها، وفوجئ بداخلها العديد من الأموال المصرية والدولارات وهاتف محمول وجواز سفر وأوراق أخرى، ليبدأ حوار بينه وبين نفسه، انتهى بتسليم الشنطة إلى صاحبها، ليضرب مثالًا في شهامة المصريين.
أحمد عبد البديع، يحكي لـ«الوطن»، أنه عثر على الشنطة بينما كان ينتظر أحد الأشخاص لتوصيله، وبعد فتحها، وجد هاتفا محمولا بداخلها، ولحسن الحظ، لا توجد كلمة مرور لفتحه، فبحث عن رقم زوجته وتواصل معها، والتي بدورها ساعدته في الوصول إلى صاحب الشنطة: «لما شوفت الشنطة وفيها الفلوس، فكرت كتير إزاي أتصرف فيها، وآخدهم ولا لا، بس في النهاية أخدت القرار الصح، حاولت أشوف أي ورق أحاول أوصل للشخص من خلاله، فتحت التليفون ولقيته من غير كلمة مرور، كلمت زوجته وهي تواصلت مع زوجها وكلمني واتفقنا على المكان والميعاد للتسليم».
أموال وأوراق تخص إحدى الشركات
الشنطة نساها صاحبها، وكان «أحمد» طوق النجاة، فالأموال والأوراق تخص إحدى الشركات التي يعمل بها: «سلمت الشنطة في وجود أمن المطار، صاحبها ماكنش مُتخيل إنه لقى الشنطة تاني، كان سعيد وفرحان ودعا لي كتير جدًا، أنا كنت طاير من الفرحة بسبب السعادة اللي شوفتها في عيونه، ربنا يقدرنا دائمًا على فعل الخير».
رفض المكافأة وطلب الدعاء لابنه
حاول صاحب الشنطة مكافأة السائق بإعطائه بعض الأموال، لكنه رفض، وطلب منه أن يدعو لابنه وشقيقته، فطفله خضع لعمليتين جراحيتين بالقلب، بينما شقيقته أزالت ورما بجسدها بمركز أورام المنيا، ورغم المغريات وحاجته للأموال لعلاج ابنه وشقيقته، إلا أنه رفضها: «الفلوس مش كل حاجة، وعمري ما أعالج ابني وأختي بفلوس حرام».